الفكر المعاصر بقلم أيمن غنيم

الفكر المعاصر ١
لأيمن غنيم

في( إستدراك هويتك من واقع قناعاتك لا من عاداتك)

إننا نعيش أخطر حقبة فى حياة الأفراد بتخبطها فى وهج محتاجاتها . وتوهانها فى مغبة أدواتها وإنحصارها فى قوقعة أمل و رتابة عاداتها وموروثاتها الثقافية .دون أدنى تحسب لما هو صائب او ماهو يتفق مع منطق الحق أو قناعة الافراد ذاتها
مما يؤدى الى هلاك أمة بأكملها والخطى نحو الجاهلية بعثرات فكرها وتيه منهاجها والخروج عن أطر الدين والمنطق المستنير .

فيتجه الجميع إلى تسليح نفسه بمخالب شرسة قوية وتعليم أولاده تلك المفردات المفعمة بالشراسة والتى تقتل روح الإنسانية بداخلهم وفقط يجعله آلة خربة من مشاعر نبيلة تستوعب جمال البشر وتدعم بداخله بوادر المثاليات العصماء . والتى تعصم أصحابها من الترهل الشهوانى والإستفحال الغرائزى . والتشتت مابين مطالب ومحتاجات وفقط أى الايقاع الذاتى وفقط . وأصبحت الطيبة والحنان والرقة سبة فى جبين أفرادها . ويتهافتون على الدنيا وهى زائلة مقيته .

وأنهجوا قانون همجى ودستورا قبائلى وخطوا فيه كل عاداتهم الرثة وثقافتهم المنحرفة وتقاليدهم الجوفاء وإنتهجوها كأسس وأساس حياتهم وإفترشوها كدعامة جسر بين ميلادهم ومماتهم ونسوا ماهو بعد الممات .
ونسوا نواميس الحياة الحقة والتى تكمن فى إتباع شرعيتها واتباع نسك وقيم التعايش فيها بأمان . والارتخائية الذاتية والبعد عن حلبة صراعها من طمع أو جشع أو تجنى على الآخر والمعيشة فى هودج الدين وانتهاج ادواته واتباع قناعاته الفكرية السوية فى إستدراك أهدافه المرجوة دون تبنى سياسة السطو أو المباغته فى تحقيق ماهو قد إعتاد عليه أو تربى عليه خطأ .

لأنه قد أستوحى عقيدة فكره من هلاميات او حمقات وجد فيها ضالته دون التحسب الإيمانى أو الإستدراك العقلانى فى تبنى ومعالجة مواقفه الحياتية أو الإنتباه إلى ماهو أرقى وأطيب فى تحقيق الأمان الفكرى والذى يضمن الرضا الذاتى لدى الافراد .

لذا وجب علينا كمفكرين أن نرسم منهاجا يضمن لهم المنهاج السوى فى التخلص من تلك الاعياءات الفكرية المغلوطه .

إن الإنسان بلا ضمير يحكمه او قيم تقوده للخير هو قلعة بلا أسوار . بيت خرب من لحظات إستقرار . هو جسد بلا روح . هو حيوان ناطق بلا مفردات محسوبة أو لغة مفهومة أو متعارف عليها . وأصبح عارى الفكر ومشوه الحس .

إن الضمير هو الأمان للفرد ذاته والتعقل هو الأسلوب الأمثل فى تبنى منهاهجه . فالإنسان محمى بأحلى مافيه من تلك الإنسانيات التى تدعم الخير فى أركان تواجده كفرد فى مجتمع كامل وترس فى منظومة تقود الأمة بأسرها إلى جمال وروعة رقيها وإرتقائها وتسمو ويسمو البشر .

إننا لم نخلق عبثا أو إرتاجلية تكوينية لفظنا القدر إياها . وإنما نحن خلائف فى الأرض فوجب علينا أن نمتثل لتعاليمه ونسك دينه وعروة وثائقة وقوة ومتانة عزائمنا فى أن نكون .

وتلك المهاترات التى ينساق إليها الأفراد وتباعا المجتمع إنما هى خذعبلات فكرية تطمس جمال وعذوبة الإنسان . والخروج عن نصه فى قناعاته كإنسان يحمل كل القيم ويدعم كل الشيم . فرحا بلحظاته لحظية فى مرورها عبثية فى أدائها ولكنها مريرة فى تدميرها لذاك الذى نحترمه ونقدسه ونستقيه من ديننا وعلومنا. وننسي بإمعان قيمنا ودوافعنا للخير أينما كان
هجرنا مكانه وبعدنا عن زمانه فأصبح زمن بلاهوية ولا أفكار سوية بل لغط ينتوى هلاك ذات الإنسان. 

إن ماتصنعه من جبروت فى أولادك . وما تعلمه من عادات ماجنة قاتلة سخيفة  سوف تكون أنت حاصد نتاجها . وسوف تجنى ثمار حنظلها فى عدم القدرة على الموائمة الفكرية معهم تارة . ومع منظورهم الفظ تارة أخرى إنفلاتهم الاخلاقى معك قبل غيرك . فاعلم انك أول من تعانى وأول من يعبثون فى وجهك بقنبلات انت صانعها فيهم . 

إن الحب والإحترام والأمان والتدين هم أساس التعامل بين بنى البشر . فالحب الأسرى يولد الإنتماء  لأسرهم والإحساس الراقى والمرهف والذى يسمونه رخوا وهاشا فى تلك الأونة هو أداة فخر لأصحابه لأنه دافع التراحم بيننا ودافع الإحتواء والوفاء فى معول  سلوكياتنا فلا تقتلوا تلك الاحاسيس وإرقوا بها . 

إن الرضا والقناعة تكمن فى التعايش بأمان وايجاد وصال مابين قدراتك وأحلامك . وإمكانياتك المتاحة بما هو كائن . والمهادنة مابين خصومك ولا تسكب على  النيران زيتا فى التطلع إلى ماهو أبعد من قدراتك فتتفلت حياتك وتأخذ منحى آخر من الهمجية أو العبثية المغلوطة فى إتباع أهوائك وتكون الطامة الكبرى عندما تستلهم عزائمك من شر نفسك أو محيطك أو شيطانك. 

إن الدين بجمال وروعات تشريعة رسم لنا منهاجا راقيا وحياة مثلى تكفل لنا السعادة والرخاء فإلزم وإتبع 

إن الحياة ليست مبلغ آمالنا ولا علمنا ولا حلمنا لأنها مهما طال أعوامها  فهى قصيرة. ومهما أغراك نعيمها فهى إذا ماقورنت بالأمان زهيدة . ومهما كانت أعبائها او ألامها فهى إذا ما قورنت بعذاب الضمير عند إنفلاتك فتلك آلام سعيدة.  لأنك فيها تفتق قواك الشديدة فى مواجهة فتنها بحكمة ونبل أهدافك . 

إجعل من قناعاتك هى كل أدواتك للنجاح وتمسك بأجمل مافيها وإن جردت حياتك المعهوده أو المعتادة مهما كان سخاؤها وكرمها وترفها . فأنت بما أنت قانع أغنى وأقيم . 

كن كعابر سبيل فى هذه الدنيا وأعلم أن ما أخطأك ماكان ليصيبك وماأصابك ماكان ليخطئك . فكل شئ بقدر . وماكانت نجاحاتك لتفوق قدراتك . لكنها خطى كتبت علينا  فمشيناها. 

وإن كانت الدنيا محفل فكرنا ومبعث هممنا وغايتنا التى نسعى إليها .فأجعلها لله ترقى وإجعلها فى الله تعلو وتعلو وأبدا  لاتزل .
تلك هى نظريتي الفكرية  فى التعايش بأمان حتى فى خضم الظلام .
بقلم. أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد