نفحات إيمانية ومع سام بن نوح ( الجزء الثانى ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

نفحات إيمانية ومع سام بن نوح ( الجزء الثانى ) 
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع سام بن نوح وتكلمنا عن قينان أو كينان وقلنا بأنه عاش قبل طوفان نوح عليه السلام، ويدخل أيضا في ترتيب نسب يسوع وهو مذكور في مجموعة مختلفة من قصص الأنبياء التي تصوره على أنه شخص صالح، ويدخله المؤرخون المسلمون الأوائل أمثال ابن إسحاق وابن هشام في نسب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويقال أنه إلى قينان قد انتقل النور النبوي فهو وصي أبيه أنوش وقيل أنه كان رجلا تقيا صالحا، وكان قد تبع أولاد أبيه، وقد تهيأ لمحاربة الجن لتمردهم عليه وعلى أولاده، واستمر يقاتلهم حتى نفاذهم عن نفسه وعن أتباعه، وقيل أنه عاش تسعمائه وعشر سنوات، وأما عن الساميون فهو مصطلح يصف أي مجموعة أثنية أو ثقافية أو عرقية تتحدث باللغات السامية. 

وهو اشتقوه من سام وهو واحد من أبناء نوح الثلاثة وفي علم الآثار، يُستخدم هذا المصطلح بشكل غير رسمي ليشير إلى نوع من الروابط التي جمعت الشعوب القديمة المتحدثة باللغات السامية، ويرى أحد الباحثين أن إطلاق تسمية اللغات العربية على اللغات السامية والأقوام العربية على الأقوام السامية، التي يعود أصلها إلى شبه الجزيرة العربية وأطرافها، وهو سيكون أقرب إلى الصواب، لكن اختصاص هذه الأقوام كل باسم معيّن سيجعل تسمية الساميّين بالعرب غير دقيقة تاريخيا، وإن أجمع المسلمون أن الطوفان عم جميع البلاد، حيث قال ابن كثير في البداية والنهاية: أنه أجمع أهل الأديان الناقلون عن رسل الرحمن مع ما تواتر عند الناس في سائر الأزمان على وقوع الطوفان. 

وأنه عم جميع البلاد ولم يبق الله أحدا من كفرة العباد استجابة لدعوة نبيه المؤيد المعصوم وتنفيذا لما سبق في القدر المحتوم" وقد توجد روايات ولكن الأصح منها هو أن كل الناس اليوم من ذرية النبي نوح عليه السلام، فعن قتادة، في قوله تعالى ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) فالناس كلهم من ذرية نوح، وعن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تعالى: ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) يقول: لم يبق إلا ذرية نوح عليه السلام ومع هذا فالروايات التي تصنف الناس إلى ساميين وحاميين ويافثيين لم تصل درجة الصحة، ولكن في الإسلام تقول السنة أن العرب هم ساميون وذلك جاء في حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " " سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم " ولكن هذا حديث ضعيف عند بعض العلماء.

 ولذلك لا يعتبر دليلا في المسألة، وأما عن سام بن نوح عليه السلام، فكانت أمه هي واغلة أو نعمة بنت لامك بن متوشائيل بن مهويائيل بن عيراد بن خنوخ بن قابيل بن آدم أبي البشر، وهى امرأة نبى الله نوح عليه السلام ولم يثبت اسمها، ولكن قيل ان اسمها والهة وقيل واغلة وقيل نعمة، وفي القرآن الكريم، يشار إليها على أنها امرأة نوح، وقد قيل إنها كانت كافرة وماتت غرقا في الطوفان مع ابنها كنعان لأنه هو الأخر كان كافرا ولأنهما رفضا ركوب السفينة، ولقد ضرب الله تعالى، بها مثلا مع امرأة لوط في سورة التحريم حيث قال تعالى ( ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح وإمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) 

ومعنى فخانتاهما فهنا الخيانة الزوجية مستحيلة هذه بإجماع العلماء، ولكن هذه خيانة دعوة، أي زوجها نبي كريم، معه دعوة من خالق السماوات والأرض، وأن الزوجة لم تؤمن بهذه الدعوة، فكانت خيانتها في الدين، وليس في الفاحشة، حيث كانت تسخر مع قومها الساخرين من نوح عليه السلام، فقال الله تعالى فى سورة الصافات ( ونجيناهما وأهله من الكرب العظيم ) ومعنى كلمة (من الكرب العظيم ) فالمراد هو الغرق، والكرب، هو المكروه الذي لا تستطيع دفعه عن نفسك، ولا يدفعه عنك مَن حولك حين تستغيث بهم، فإن كان لك فيه حيلة للنجاة فلا يُسمَى كَربا، ووصف الكرب هنا بأنه عظيم، لأنه جاء بحيث لا يملك أحد دَفعه، فالماء ينهمر من السماء، وتتفجَّر به الأرض، ويغطي قِمم الجبال، فأين المفر إذن؟ 

وقوله تعالى فى سورة الصافات ( ثم أغرقنا الأخرين ) وهو يعنى الكافرين، وكلمة الأخرين، هى إهمال لهم، واحتقار لشأنهم، ويقترن ذكر نبي الله نوح عليه السلام، بذكر الطوفان الذي حصل في ذلك الوقت، وهلك على أثره كل من لم يؤمن بنبى الله نوح عليه السلام، ومن بين من هلك ابنه الذي يروي القرآن الكريم قصته وكيف قد غرق رغم التجائه إلى جبل مرتفع، فقال الله تعالى ( وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين، قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) فكانت تلك الحادثة محطةً أخرى غيرت مجرى التاريخ وأحدثت فرقا في تاريخ البشرية. 

حيث لم يبق على وجه الأرض إلا من آمن بنبى الله نوح عليه السلام من أبنائه وذريته وبعض أهل قومه، ويعتبر النبي سام بن نوح من أهم الانبياء بديانة الصابئة المندائيين وقيل أنه تذكر عنه نصوص كثيرة بمخطوطات وكتب هذه الديانة الموحدة، وكان الابن الثالث من أبناء نوح عليه السلام هو حام، وهو الذي تناسلت منه شعوب القارة الأوروبية، ولقد تناسل منه كل من الأمازيغ والمصريين وقليل من اليهود، وأما عن الابن الأخير من أبناء نوح فهو كنعان أو يام، وقد ذكر أنه مات كافرا حينما رفض أن يركب السفينة مع نوح عليه السلام، وقد أمضى نبى الله نوح عليه السلام تسعمائة وخمسين سنةً، يدعو قومه، وبعد ذلك أوحى له ربه بأنه لن يؤمن أحد من قومه غير الذين آمنوا. 

فدعا نوح على قومه بوحيٍ من الله تعالى: ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلّا فاجرا كفارا) فاستجاب الله تعالى إلى دعاء نبيه نوح عليه السلام، وقال ابن كثير: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام، وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: الناس كلهم من ذرية نوح، وقال الطبري: الناس كلهم من بعد مهلك نوح إلى اليوم إنما هم ذرية نوح، فالعجم والعرب أولاد سام بن نوح، والترك والصقالبة والخزر أولاد يافث بن نوح، والسودان أولاد حام بن نوح وبذلك جاءت الآثار.
وأما عن اسم سام فهو اسم علم مذكر، ويعتبر من الأسماء المشهورة في العالم كله وذلك بناءا على بعض الإحصائيات. 

وبرغم من أنه منتشر إلا أنه ليس له شهرة في الوطن العربي، وذلك يرجع للمفاهيم المغلوطة حول الاسم، فيعود هذا الاسم من أكثر الأسماء قدما في العصور حيث أنه اسم الابن الأكبر لنبي الله نوح عليه السلام، فما معنى اسم سام، ويقول البعض أن اسم سام جاء من أصل الجنس السامي، والبعض يقول أنه أمر مغلوط وليس أصله من هذا المنطق والسبب أن الاسم عربي من الأساس، ومعنى اسم سام هو من الأسماء التي لديها معاني كثيرة ويذكر أن معناه السيف والصياد والمقصود بذلك الشجاع والمقدام والرجل القوي، وفى معجم اللغة يختلف عن معجم المعاني بشكل كبير، فنجد اسم سام في اللغة العربية هو السبيكة من الذهب أو الفضة وتحديدا عروق الفضة والذهب أي المعادن بشكل عام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد