الدكرورى يكتب عن الوليد بن هشام المعيطى إعداد / محمـــد الدكـــرورى

الدكرورى يكتب عن الوليد بن هشام المعيطى
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الحديث عن الخلافه الأمويه والدوله الأمويه، ومع قائد أموى عاصر الخلافه الأمويه وكان له فيها إنجازات تاريخيه لا تنسى، ألا وهو القائد الوليد بن هشام المعيطى، وهو أبو يعيش الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو تابعي ومُحدّث من الثقات، وهو قائد أموي، وأيضا هو أحد قادة الحروب الإسلامية البيزنطية، وهو والي جند قنسرين في عهد الخليفة الأموى الراشد عمر بن عبد العزيز، وأما عن كونه تابعى، فالتابعين في التاريخ الإسلامي هم شخصيات إسلامية لم تعاصر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن عاشت في فترة لاحقة بعد وفاته في القرن الأول والقرن الثاني الهجري، أو عاشت في فترته ولم تره وإنما كان إيمانها ودخولها للإسلام بعد وفاته، وكان لها دور ملحوظ في فترة حياتها فتعلمت الحديث من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.

وعلمته إلى غيرها وكانوا من الذين يتبعون سنن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة، وأما عن كونه محدِّث، فالمحدِّث هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها، ومن أبرزهم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ومالك بن أنس وغيرهم الكثير والكثير، وأما عن كونه من بنى أميه، فبنو أمية هم إحدى فروع قبيلة قريش الكنانية ، وكانوا من أهم الأفخاذ ذات السيادة والنفوذ في مكة، وهم أول أسرة مسلمة حاكمة في تاريخ الإسلام، وقد حكموا الدولة الأموية وعاصمتها دمشق، وأسسوا لهم دولة في الأندلس عاصمتها قرطبة، وأما عن جند فلسطين، فهو أحد أجناد بلاد الشام في عهد الخلفاء الراشدين، وكان ذلك بعد أن فُتحت بلاد الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، قسمت الشام إلى مقاطعات عدة. 

وقد دُعي كل منها جُنداً وهي تعني المحافظات العسكرية، وكان جند فلسطين، هم أحد خمسة أجناد تابعة لولاية الشام، وكانت الأجناد الأربعة الأخرى جند الأردن وجند حمص وجند دمشق وجند فلسطين، وكان هذ الجند الأكبر مساحة بين أجناد الشام وضم مناطق الشام الشمالية وصولا إلى الثغور الشمالية والجزرية، وأما عن الحروب الإسلامية البيزنطية التى أشترك فيها القائد الأموى الوليد بن هشام، فهى كانت سلسلة من الحروب بين المسلميين متمثليين في دولة الخلافة والدولة الرومانية الشرقية أو الإمبراطورية البيزنطية بين القرنين السابع الميلادي والثاني عشر الميلادي وهذه بدأت خلال الفتوحات الإسلامية الأولي في إطار الخلفاء الراشدون والخلفاء الأمويون، واستمرت في شكل صراع دائم على الحدود وهى الأراضى، حتى بداية الحروب الصليبية. 

وكان نتيجة لذلك، فإن البيزنطيين في الإمبراطورية الرومانية أو الروم، قد بلغت خسائر واسعة في الأراضي، وكان النزاع الأساسى استمر طويلا حتى كان منتهيا بالحصار الإسلامي الثانى للقسطنطينية الذي أوقف التوسع السريع للإمبراطورية العربية في الأناضول، ومع استمرار الصراعات، فإن احتلال الأراضي الإيطالية الجنوبية التي وقعت تحت نفوذ قوات الدولة العباسية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين لم تكن ناجحة كما هو الحال في إمارة صقلية، مع ذلك، تحت سيطرة حقبة المقدونيين فقد أحرز البيزنطيون مكاسب على الارض في الشام ومع تقدم الجيوش البيزنطية سلفا أصبحت تهدد القدس إلى الجنوب، وفي الشمال إمارة حلب وجيرانهم أصبحوا خدما للبيزنطيين في شرق البلاد، حيث كان التهديد الأكبر كان للدولة الفاطمية في مصر. 

حتى صعد السلاجقة وعكست كل تلك المكاسب اندفاع الدولة العباسية للحصول على مكاسب إقليمية في عمق الأناضول، و قد أدى هذا إلى أن الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس قد طلب العون العسكرى من البابا أوربان الثاني في مجلس بياتشينزا وهذه واحدة من الأحداث التي وقعت في كثير من الأحيان تعزى كمقدمات إلى الحملة الصليبية الأولى، وكان القائد الأموى الوليد بن هشام، هو حفيد الوليد بن عقبة، وهو من نسل أبي معيط من بني أمية، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو اسم أبي معيط، أبان بن أبي عمرو، وأما عن أمه فهى السيده أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان، فالوليد بن عقبه، هو أخو عثمان بن عفان لأمه، وقد أسلم يوم الفتح، فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة، ويكنى الوليد أبا وهب. 

وقال أبو عمر: أظنه لما أسلم كان قد ناهز الاحتلام، وقال ابن ماكولا: رأى الوليد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو طفل صغير، وكان أبو الوليد عقبة بن أبي معيط، كان من كبار مشركي قريش وكان يضع سلا الجزور أى الأوساخ التي تخرج مع الجمل الصغير أثناء الولادة، بطريق الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وحاول مرة خنقه بيده، وقيل أن الوليد بن هشام قد قاد غارة على الأراضي البيزنطية حتى حصن غزالة بالقرب من أماسية في شمال الأناضول، ويروى ذلك وفقا للواقدي، قاد الوليد جنبًا إلى جنب مع عمرو بن قيس الكندي قاد حملة أخرى ضد البيزنطيين، ووصل إلى ضواحي القسطنطينية، وسبى وقتل الكثير منهم، وكان ذلك خلال المراحل الأولى من الهجوم الأموي الكبير على القسطنطينية بقيادة مسلمة بن عبد الملك. 

وأما عن الحصار الإسلامي الثاني للقسطنطينية في فقد كان الهجوم برا وبحرا جنبا إلى جنب من قبل المسلمون من الدولة الأموية ضد عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، القسطنطينية، وتمثل هذه الحملة تتويجا لعشرين عاما من الهجمات والاحتلال العربي التدريجي من الأراضي الحدودية البيزنطية، في حين كانت قوة الدولة البيزنطية قد أنهكت بسبب الاضطراب الداخلي الذي طال أمده، وبعد سنوات من التحضير، فإن المسلمين، بقيادة مسلمة بن عبد الملك، قاموا بغزو آسيا الصغرى البيزنطية، وكان المسلمون يأملون في البداية إستغلال الحرب الأهلية البيزنطية وجعلها قضية مشتركة مع القائد ليو الثالث الإيساوري، الذي كان قد ثار ضد الإمبراطور ثيودوسيوس الثالث ، ليو مع ذلك، قد غرر بهم وقام بتأمين العرش البيزنطي لنفسه، وبعد فصل الشتاء في الأراضي الساحلية الغربية. 

من آسيا الصغرى، عبر الجيش الإسلامي إلى تراقيا في أوائل الصيف وفرض حصارا للمدينة، التي كانت محمية من قبل أسوار القسطنطينية الضخمة، الأسطول العربي الذي رافق القوات البرية وكان من المفترض أن يكمل الحصار على المدينة عن طريق البحر، وقامت البحرية البيزنطية بتحييده بعد وقت قصير من وصوله باستخدام سلاح النار الاغريقية، وهذا ما سمح للقسطنطينية أن تتلقى الامدادات عن طريق البحر، في حين كان الجيش الإسلامي قد تمت إعاقته من جراء المجاعة والمرض خلال فصل شتاء صعب على غير العادة التي أعقبت ذلك، وفي شهر الربيع، تم تدمير اثنين من الأساطيل الإسلامية التي ارسلت كتعزيزات من قبل البيزنطيين بعد أن انشقت طواقمها المسيحية، وأرسل جيشا إضافيا برا عن طريق آسيا الصغرى ولكنه تعرض لكمين وهزم. 

بالإضافة إلى هجمات من قبل البلغار في العمق، حيث أجبر المسلمين علي رفع الحصار، وفي رحلة عودتها كان الأسطول العربي قد دمر بالكامل تقريبا من جراء الكوارث الطبيعية والهجمات البيزنطية، وقد كان فشل الحصار هذا كان له تداعيات واسعة النطاق، وأيضا إنقاذ القسطنطينية كان ضمان لاستمرار بقاء بيزنطة، في حين تم تغيير النظرة الاستراتيجية للخلافة، على الرغم من أن هجمات منتظمة على الأراضي البيزنطية تواصلت، وتم التخلي عن الهدف من الغزو السافر، ويعتبر المؤرخون الحصار هو واحدا من أهم المعارك في التاريخ، كما أرجأ فشله تقدم المسلمين إلى جنوب شرق أوروبا لعدة قرون، وكان الوليد بن هشام، قد عينه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز حاكمًا لجند قنسرين، وقد أرسله لقيادة الحملة الصيفية ضد البيزنطيين إلى جانب عمرو بن قيس الكندي. 


وهو والي جند حمص، ثم منها إلى مدينة حماة، وهي مدينة قديمة على نهر يقال له الأرنط، وأهل هذه المدينة قوم من يمن، والأغلب عليهم بهراء وتنوخ، ثم من مدينة حماة إلى مدينة الرستن، ثم إلى مدينة حمص، ومدينة حمص من أوسع مدن الشأم، ولها نهر عظيم منه شرب أهلها، وأهل حمص جميعاً يمن من طيء، وكندة، وحمير، وكلب، وهمدان، وغيرهم من بطون اليمن، وقد افتتحها أبو عبيدة بن الجراح سنة ست عشرة من الهجره، صلحاً، وانتقضت بعد الفتح فصالحها أهلها ثانية، وبحمص أقاليم منها التمة وأهلها كلب، والرستن، وحماة وهي مدينة على نهر عظيم وأهلها بهراء، وتنوخ، وصوران وبه قوم من أياد، وسلمية وهي مدينة في البرية، وكان عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابتناها وأجرى إليها نهراً، واستنبط أرضها حتى زرع فيها الزعفران، وأهلها من ولد عبد الله ابن صالح الهاشمي ومواليهم، وأخلاط من الناس تجار وزراعين، وتدمر وهي مدينة قديمة عجيبة البناء، يقال لكثرة ما فيها من عجائب الآثار، وقيل أن نبى الله سليمان ابن داود عليهما السلام، قد بناها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد