نحوعالم أفضل ١٤ سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم

نحو عالم أفضل ١٤
سلسلة يومية
 للكاتب أيمن غنيم       

  إن من أشد وجيعات الإنسان هو الخداع وخاصة ممن هم أقرب إليك .وتتوارى بداخلك أحاسيس التناقض وتتأهب بداخلك كل نوازع الإنتقام ومنطق الثأر لكرامتك وكبريائك

 ثم تفاجئ بان هناك صلة حميمية تربطك بين منتقيميك ويحول بينك وبين إنتقامك . حتى الخوف من الله وإختراق حواجز شريعته . 
وكونك مؤمن موحد بالله ينتابك إحساس التسامح أو العدول عن طاولة الحوار أو مأدبة عتاب مع من خانوك أو خدعوك ومع من   تلاعبوا بواقعك المؤلم والتطفل عليه مخترقين كل حواجزك .

 وانت بلا حراك أو بلا أدنى مقاومة وساعتها يولد بداخلك إحساس الرضوخ والإستسلام لواقع هو أشد رعبا وقلقا وسوداويه . 
لكنك تدرك ان كل العطايا وكل المعانى الراقية التى كنت تظنها أمجاد حب وأعراق دم وأمنيات هى الأرقى والأقوى والتى تشعرك الأمان فى خضم حياة بلا أسوار تحميك.

 وكنت تظن أنهم هم أسوار حمايتك  . وهم أولى من تلجأ إليهم كى يضمدوا جراحك ويوقفوا نزيف الإنتحارية عندما تغلظ الدنيا على كل معنوياتنا. 
لكنها تصبح عاصفة تهز كل الأرجاء وتعبث بمخيلتنا وتهدم كل مثالياتنا وتعود بنا إلى الجاهلية بكل معانيها .

 وتختفى أنذاك كل معاول البناء وتنتحب مبادئ الدين وتنتهى مدلولاته وتبقى فقط شكلياته خاوية من أحاسيس الصدق .  وتصبح مجرد هلاميات لا واقع لها ولا أساس .
 وتصبح الاخلاق بلا معية ولا مصداقية بل إلى زوال.

 وساعتها تصبح الخيانة دهاء ويصبح الخداع ذكاء . والغريب كل الغرابة أن الناس تتعامل بطلاقة شديدة وحرفية عاليه رغم أن كل منهم يدرك نوايا الأخر ويعرف مافى رأسه من خداع ومكائد . ويمارسون حياتهم بتلقائية شديدة .ويضمر كلاهما للأخر حقدا دفينا ويحتاط كل منهما من الأخر كحيطه الأعداء بعضهم لبعض .

 وتمر الأعوام وتمر الأيام ولا ينمو بداخلهم سوى إحساس الإنتقامية التى ينتظره كل منهم عندما تحين الفرصة له .

 أى حياة هذه فالموت أكثر املا فى أن تعيش مثلها . وكلنا نتعايشها يوم بعد يوم . ونخدع أنفسنا بأن الخير قادم .

 أى خير ينتظر من نفوس شريرة كهذه . وتنتكس الحياة يوما بعد يوم ونعود إلى خيبة الرجاء وتضيع متع الحياة فى إقتناص كل مباهجها خلسة وحراما .

 ونقف حيارى تائهين فى خضم سنين وسنين ونحن بلاحراك للأفضل ولا ندرك قيمتها. ولا حتى نتعلم كيف نعيش أحلي مافيها متلذذين بالغبطة التى تنتابنا فى الخيانة والشرود نحو ماهو ممنوع . 
وبتلك المعانى نكون قد أجهضنا كل أحاسيس الثقة والأمان بيننا . فلا مناص ولا أمل ولا حياة بلا أمان .

 فعودا إلى دينكم ترقوا وترتقوا .  
  بقلم أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد