الدكرورى يكتب عن الخليفه مروان بن محمد ( الجزء السابع ) بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

الدكرورى يكتب عن الخليفه مروان بن محمد ( الجزء السابع )
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى 

ونكمل الجزء السابع ومع الخليفه الأموى مروان بن محمد، وعندما كتب مروان إلى ابنه عبد الله بن مروان، وكان الضحاك قد التف عليه مائة ألف وعشرون ألفا، فحاصروا نصيبين، ونصيبين هى مدينة تاريخية في الجزيرة الفراتية العليا ومنطقة إدارية تقع حاليًا ضمن حدود تركيا وتتبع اليوم لمحافظة ماردين، ونصيبين مدينة رافدينية قديمة، وتعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، حيث تقع في أسفل جبال كاشياري على نهير يتفرع من الخابور في أقصى شمال شرقي بلاد الرافدين وقد سمي في العصر الإغريقي مكدونيوس ثم سمي ماسا، وهو الاسم الذي تصفح إلى موسى، وهي على الأرجح مدينة أرامية باسم نصيبينا. 

وكانت تعتبر مركزا تجاريا لمرور التجارة من بلاد آشور وفارس إلى البحر الأعلى وهو البحر الأبيض المتوسط، وقد ساق مروان في طلبه فالتقيا هنالك، فاقتتلا قتالا شديدا فقتل الضحاك في المعركة وحجز الليل بين الفريقين، وقد استخلف الضحاك على جيشه من بعده رجلا يقال له: الخيبري، فالتف عليه بقية جيش الضحاك، والتف مع الخبيري سليمان بن هشام بن عبد الملك وأهل بيته ومواليه والجيش الذي كان بايعه في على الخلافة قبل أن يهزمهم مروان، فلما أصبحوا اقتتلوا مع مروان، فحمل الخبيري في أربعمائة من شجعان أصحابه على مروان، وهو في القلب، فكرَّ منهزما واتبعوه حتى أخرجوه من الجيش، ودخلوا عسكره وجلس الخبيري على فرشه، وميمنة مروان ثابتة وعليها ابنه عبد الله.

وميسرته ثابتة وعليها اسحاق بن مسلم العقيلي، ولما رأى عبيد وخدم مروان العسكر قليل مع الخبيري، وأن ميمنة وميسرة جيشهم باقيتان، طمعوا فيه فأقبلوا إليه بعمد الخيام فقتلوه بها، وبلغ قتله مروان وقد سار عن الجيش نحوا من خمسة أميال، فرجع وانهزم أصحاب الضحاك، وقد ولوا عليهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري، فقصدهم مروان بعد ذلك بمكان يقال له الكراديس فهزمهم، وأما عن إسحاق بن مسلم العقيلى، فهو إسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم بن حزن بن عامر بن عوف بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، ولقبه أبو صفوان العقيلي، وكان كبير القدر جليل الأمر، وولي أرمينيا، وكان من قواد مروان بن محمد. 

وتوجه معه حين توجه من حران إلى دمشق طالباً للخلافة، وقد غزا الروم سنة مائه وعشرين من الهجره، وفتح العديد من قلاعهم وحصونهم، وكان إسحاق بن مُسلم العقيلي من قواد الدولة الاموية في أواخر عهدها زمن هشام بن عبد الملك والخلفاء الذين أتوا من بعده وكان إسحاق بن مسلم مُخلصاً لمروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين وعندما قتل مروان على أيدي العباسيين ظل وفياً له وتحصن في مدن الجزيرة العربية وقاتل العباسيين بمن معه من قومه القبائل القيسية وعلى رأس جيش العباسيين أبو جعفر المنصور عندما كان أميراً زمن أخيه الخليفة أبو العباس السفاح حتى أعجز أبو جعفر المنصور ثم عطاه الأمان بعدما قتل مروان بن محمد وصار إسحاق وإخوته من قادة العباسيين وولاتهم. 

وقد أصبح إسحاق والي أرمينيا لأبي جعفر المنصور عندما تولى الخِلافة، وكان بعد أن إنهزم أصحاب الضحاك، اجتمعت الخوارج على شيبان بن عبد العزيز، فأشار عليهم سليمان بن هشام أن يتحصنوا بالموصل ويجعلوها منزلا لهم، فتحولوا إليها وتبعهم مروان بن محمد أمير المؤمنين، وشيبان بن عبد العزيز اليشكري، هو شجاع من أمراء الحرورية وهم فرقة من الخوارج، وقد ولّوه إمارتهم بعد مقتل الضحاك الشيباني، وقد قاتل الخليفة الأموي مروان بن محمد في جهات ماردين، فأرسل إليه مروان جيشاً بقيادة عامر بن ضبارة، فانتصر الأخير، وتراجع شيبان وأصحابه الحرورية إلى البصرة، ثم لجأ إلى عمان، وفيها قُتل سنة مائه وأربه وثلاثين من الهجره، وكان بعد أن يتحصنوا بالموصل. 

فعسكروا بظاهرها وخندقوا عليهم مما يلي جيش مروان، وقد خندق مروان على جيشه من ناحيتهم، وأقام سنة يحاصرهم ويقتتلون في كل يوم بكرة وعشية، وأسر مروان بابن أخ لسليمان بن هشام، يدعى أمية بن معاوية بن هشام، ومعاوية بن هشام بن عبد الملك، وهو أمير أموي، وقد تولى الغزو عدة مرات، ومنها غزو إلى قبرص سنة مائه وسبعه من الهجره، مع القاضي ميمون بن مهران الرقي، وقد توفي في حياة أبيه، وهو والد عبد الرحمن الداخل مؤسس السلالة الأموية الحاكمة في الأندلس، وكان بعد أن أسر مروان بابن أخ لسليمان بن هشام، فأمر بقطع يداه ثم ضرب عنقه، وعمه سليمان والجيش ينظرون إليه، وكتب مروان إلى نائبه بالعراق يزيد بن عمر بن هبيرة. 

وكتب إليه يأمره بقتال الخوارج الذين في بلاده، فظفر بهم ابن هبيرة، وأبادهم، وأخذ الكوفة من أيدي الخوارج وكان عليها المثنى بن عمران العائذي، وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما فرغ من الخوارج أن يمده بعامر بن ضبارة وكان عامر من الشجعان الفتاك، فبعثه له في سبعة آلاف، فأرسلت إليه الخوارج سرية في أربعة آلاف فاعترضوه في الطريق فهزمهم ابن ضبارة وقتل أميرهم الجون بن كلاب الشيباني، وأقبل نحو الموصل، وعامر بن ضبارة المري الذبياني، هو من غطفان، وهو قائد أموي من شجعان العرب وفتاكهم وكان قائداً بالدولة الأموية في خلافة مروان بن محمد وقد ارسلة مروان بن محمد عام مائه وتسعه وعشرين من الهجره، لنجدة يزيد بن عمر بن هبيرة الوالي الأموي بالعراق. 

وذلك لكي يقاتل معه ضد الخوارج ومن ثم بعدها يذهب بن ضبارة لنصرت نصر بن سيار الكناني لكي يقضي على المسودة وثورة العباسيين في خراسان فقاتل بن ضبارة الخوارج ومعه سبعة آلاف رجل، وانتصر على سرية من الخوارج في أربعة آلاف اعترضوه في الطريق فهزمهم وقتل أميرهم الجون بن كلاب الشيباني، وأقبل نحو الموصل، ورجع فل الخوارج إليهم، وكان معهم سليمان بن هشام أحد الأمويين الذين ثاروا على مروان بن محمد وانضم للخوارج وأشار سليمان بن هشام على الخوارج أن يرتحلوا عن الموصل ، فإنه لا يمكنهم الإقامة بها ومروان بن محمد من أمامهم وعامر بن ضبارة من ورائهم، وقد قطع عنهم المؤن حتى لايجدوا شيئا يأكلونه. 

فارتحلوا عنها وساروا على حلوان إلى الأهواز، وحلوان هو اسم لمدينة قديمة في منطقة جبال زاغروس وهي اليوم بغرب إيران قريبا من كرمنشاه ونهر ديالى، وقد فتحها المسلمون سنة ستة عشر من الهجره، وقد كانت حلوان مقاطعة حضرية تابعة للكنيسة السريانية الشرقية ما بين قرني الثامن والثاني عشر، وعندما ارتحلوا وساروا على حلوان إلى الأهواز، قد لحقهم عامر بن ضبارة بجيش من ثلاثة ألاف مقاتل، فأتبعهم يقتل من تخلف منهم ويلحقهم في مواطن فيقاتلهم، ومازال وراءهم حتى فرق شملهم، وهلك أميرهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري بالأهواز في السنة التالية، وركب سليمان بن هشام في مواليه وأهل بيته السفن وهربوا إلى السند.


وبلاد السند هى إحدى المقاطعات الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من باكستان، ويحدها من الجهة الغربية والشمالية أقاليم بالوشيستان، ومن الجهة الشمالية الشرقية البنجاب، ومن الجهة الشرقية الولايات الهندية وهى راجستان وجوجارات، ومن الجهة الجنوبية بحر العرب، وتُعد السند جزءا أساسيا من دلتا نهر إندوس، حيث يعود اشتقاق اسمها إلى هذا النهر، حيث يُسمى في باكستان باسم السندهو، ويُشار إلى أن بلاد السند كانت موقعا لأقدم حضارة في شبه القارة الهندية، وقد رجع الخليفه مروان بن محمد من الموصل إلى عاصمتة حران وقد وجد سرورا بزوال الخوارج ولكن لم يتم سروره، بل أعقبه القدر من هو أقوى شوكة وأعظم اتباعا، وأشد بأسا من الخوارج، وهو ظهور أبو مسلم الخراساني الداعية إلى الدولة العباسية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد