الدكرورى يكتب عن الخليفه مروان بن محمد ( الجزء السادس ) بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
الدكرورى يكتب عن الخليفه مروان بن محمد ( الجزء السادس )
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
نكمل الجزء السادس مع الخليفه الأموى مروان بن محمد وهو آخر خليفه فى الدوله الأمويه وقد شبت ثورة عارمة قادها عبد الله بن معاوية وهو من أحفاد جعفر بن أبي طالب في العراق بين سنتي مائه وسبعه وعشرين من الهجره، إلى عام مائه وتسعه وعشرين من الهجره، وكان عبد الله بن معاوية، هو من قام بثورة على الأمويين في عهد مروان بن محمد آخر خليفة أموي، وقد بايع نفسه بالخلافة لكنهم تمكنوا منه وقتلوه قبيل انهيار دولتهم على يد العباسيين، وهو عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، وكان مع جيش زيد في ثورته على الأمويين.
وهو ابن خمس عشرة سنة، وقد بايع نفسه بخراسان بعد ثورة زيد وثورات بعض الشيعة وانضم اليه شيعة الكوفة لقتال الأمويين في الحيرة وخذلوه الشيعة عندما نشب القتال ولم يثبت معه سوى ربيعة والزيدية فارتحل لفارس وقد نظم جيشه من الموالي والعبيد والشيعة والعباسيين الثائرين والأمويين الناقمين على مروان وبعض الخوارج، وقد قال ابن عساكر: وقد كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وبويع له بالخلافة بأصفهان في سنة سبع وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد وملك فارس وكرمان وكثر تبعه وجيء بالأموال، وقد قتله ابونصر مالك بن هیثم والي هراة بأمر أبو مسلم الخراساني في سجن فی عام مائه وتسعه وعشرين من الهجره، ومرقده یوقع فی هراة.
وكانت هراة والنسب هروي، بالبشتوية هرات واسمها التاريخي آرية، وهي مدينة أفغانية في محافظة هراة الأفغانية حيث تقع غربي أفغانستان ويمر بها نهر هریرود والذي یتدفق من وسط البلد، وهى العاصمة الإقلیمیة مدینة هراة، وفیها ستة عشر مدیریة وجمرکان عملاقان بتورغندی قرب حدود ترکمانستان والآخر في بلدة إسلام قلعة علی مقربة من الحدود الایرانیة، وهرات هى مدینة أثریة ذات مباني تاریخیة ضخمة والتي تعرّضت للتدمیر الجزئي والکامل خلال الحروب الأخیرة ومن أشهرها قلعة هراة، وكما اشتعلت في الوقت نفسه ثورة للخوارج بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني في العراق وقويت هذه الفتنة بانضمام بعض أبناء البيت الأموي، وهدّدت سلطة الخلافة بكثرة أتباعها.
وقبل أن ينتهي مروان من القضاء على ثورة الضحاك بن قيس وخلفائه من الخوارج في العراق والجزيرة الفراتية، شبت ثورة الخوارج في جنوب الجزيرة العربية بقيادة أبي حمزة الخارجي سنة عام مائه وثمانيه وعشرين من الهجره، وأما عن جنوب الجزيرة العربية أو العربية الجنوبية وهو مصطلح استشراقي يشير إلى جنوب شبه الجزيرة العربية الذي يشمل اليوم اليمن، وعمان، وحدود جنوب الجزيرة العربية وتشمل متحدثي اللغة العربية الجنوبية القديمة، وهي منطقة نقيض العربية الشمالية، واستخدم المستشرقون مصطلحات أخرى بشكل نادر مثل العربية الغربية، ويقصد بها الحجاز والعربية الشرقية، وهو ساحل القراصنة والخليج العربي، وقد عرفت هذه المنطقة عند الإغريق بالعربية السعيدة.
وفي الأدبيات العربية باسم بلاد اليمن ومصطلح اليمن ظهر من كلمة يمنت، أو يمنة، وذلك في نصوص المسند قبل ثلاث آلاف سنة، وقد احتلت عدة دول المنطقة ومنها مملكة معين، ومملكة قتبان، ومملكة حضرموت، ومملكة سبأ ومملكة حِمْيَر في هذه العصور القديمة تميزت منطقة جنوب الجزيرة العربية بسد مأرب، وهو طريق التجارة العالمي، وملكة سبأ، وقد اعتنقت المنطقة الإسلام في القرن السابع، وأما عن أبي حمزة الخارجي، فهو المختار بن عوف بن عبد الله بن يحيى بن مازن السليمي الأزدي العماني الشاري، وهو من أعلام تابعي التابعين عند الإباضية، وأسمه الشائع هو "أبو حمزة الشاري، وقد ولد بقرية مجز بعمان وانتقل إلى البصرة، وقد تخرج من مدرسة أبو عبيدة مسلم .
وعندما ثارت اليمن على يد عبد الله بن يحيى طالب، قد الحقِّ، وأرسله أبو عبيدة مددا لطالب الحق فكانت ثورة هزت كيان الأمويين في آخر عهدهم بمنطقة حضرموت واليمن، وكان خير مدد، وأحسن مغيث، ومن اليمن بعثه طالب الحق لمواجهة الأمويين في عقر دارهم بالشام، ولقتال مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، ومر بمكة فدخلها يوم عرفة سنة مائه وتسعه وعشرين من الهجره، ثم دخل المدينة فقاتله جند بني أمية في قُديد، فقاتلهم ودخلها، وهرب منها عاملها الأموي عبد الواحد بن سليمان، وقد كتبت لخطب وكلمات أبو حمزة الشاري الخلود ولا تزال الأجيال تتلوها، وعندما كان يخطب بأهل مكة والمدينة اتسمت خطبة بالجذوة المتوقدة التي تحمل هموم المجتمع الإسلامي .
وتستثير مبادئ العقيدة والاستشهاد بالنصوص القرآنية وحوادث التأريخ والحوار مع الشعب ومواجهة الحكام الظالمين بجرائمهم، وقد بدأت الثوره على مروان بن محمد من حضرموت ثم زحفت إلى مكة والمدينة، وحضرموت هي محافظة تقع شرق الجمهورية اليمنية وتحتل أكثر من ثلث مساحتها وتتكون حضرموت من ثلاثين مديرية وعاصمتها هي مدينة المكلا وهى أيضا أكبر مدنها، وتحدها السعودية من الشمال ومن الجنوب بحر العرب ومن الشمال الغربي محافظتي مأرب والجوف ومن الشرق محافظة المهرة ومن الغرب محافظة شبوة، وكانت الثوره، قد استولت عليها، مهددة أمن الخلافة الأموية نفسها، فاضطر مروان على الرغم من الأخطار المحدقة به أن يرسل جيشا بقيادة القائد المحنك.
عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي للقاء الخوارج، فتقابل الفريقان في وادي القرى، وانتهت المعركة بهزيمة الخوارج وقتل قائدهم، وأسترد الجيش الحجاز، وواصل حتى اليمن وقضى على ثورات الخوارج فيها، وعبد الملك بن محمد بن عطية السعدي، هو قائد اموي شهير ويرجع نسبة إلى سعد بن بكر، وقد نشأ عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي نشأة صالحة في بلاد الشام وبالتحديد في العاصمة دمشق على تعاليم الدين الإسلام السمحة الكريمة وعلى مكارم الاخلاق النبيلة من الصدق والامانة والسيرة الحسنة وكذلك على الجود والكرم فكان يجلس اهل العلم والصلاح في بلاد الشام، وقد ونشأ ايضا على الفروسية والشجاعة فكان فارسا مقداما لايشق له غبار.
إضافة انه قائدا عسكريا بارعا عارفا اساليب الحرب في ذلك الزمان بجميع التكتيكات الحربية والخطط العسكرية النجاحة فقد حقق انتصارات على الخوارج ابتداء من بلاد الشام حتى الحجاز، وحتى اليمن بل إلى قصى جنوب اليمن وانتصر في جميع معاركه، وقد ظهر عبد الله بن يحي الملقب طالب الحق في حضرموت، قائد الاباضية وهو الذي تسمي بأمير المؤمنين وبعث ابوحمزة من حضرموت إلى الحجاز الذي وافى مكة في موسم الحج من عام مائه وتسعه وعشرين من الهجره، وتمكن من الاستيلاء عليها بدون قتال أما اهل المدينة فقد رفضوا الاستجابة للوافد ابي حمزة ولما علم أبو حمزه برفض اهل المدينة وتوجه صوب المدينة، وبدأ القتال في عام مائه وثلاثين من الهجره.
وقد هزم اهل المدينة في قدير، وقتل الكيير من قريش وصار مكة والمدينة تحت سيطرة الاباضية، وأما عن وادي القرى، فهو وادي من أودية شبه الجزيرة العربية التاريخية، ويقع بين تيماء وخيبر، وقد أخُتلف على مكانه، ولكن أغلب الإشارات تشير بأنه الوادي المعروف حالياً باسم وادي الجزل، وقد قال ياقوت الحموي: وادي القرى واد بين الشام والمدينة وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمي وادي القرى، ونكمل مع ثورة الخوارج، وكانت ثورة الخوارج الأشد كانت بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني، حيث اجتاز الضحاك الموصل وقتل نائبها، وبلغ ذلك مروان بن محمد وهو يحاصر حمص، فكتب إلى ابنه عبد الله بن مروان، وكان الضحاك قد التف عليه مائة ألف وعشرون ألفا، فحاصروا نصيبين.
تعليقات
إرسال تعليق