نحوعالم أفضل ٧ سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم
نحو عالم أفضل ٧
سلسلة يومية
للكاتب أيمن غنيم
إن الحفاظ على الخصوصية وإحترام حدود الأخر وعدم السطو على حرماته. أو العبث بمقدراته أو النزوح على حدوده. أيما كانت معنوية أو مادية هي أولى الانطلاقة إلى التحضر والإرتقاء بمفهوم الحرية والفصل بينها وبين التشرذم أو الغوغائية أو الإنفلات الأخلاقي .
أو اختراق حواجز الغير بتطفل الجاهل وعبثية الأحمق .نعم فمجتمعاتنا العربية وبخاصة المجتمعات المصرية تعج بتلك المهاترات والإستباقة نحو النقد اللاذع والغير مبرر للآخرين .فضلا عن إقحامهم في أمور ليست من شأنهم على الإطلاق .
والغريب أنهم يشعرون بلذة العدائية والغبطة الكيدية يوم أن ينصبوا أنفسهم قضاة لضحاياهم . وينسجون المكيدة ويغزلون الدسائس ويجتمعون في رباط حديدي كي ينالوا من الضحية. ويرسم كل منهم بريشة المبدع وقاحة وجرم وبشاعة هذا المسكين . ويوقعون عقدا مبرما على أن لا يكون . وبالفعل لا يمكن له أن يكون في مجتمع بائس كهكذا . ومجتمع أغلظ على قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة .
ذاك العبث وذاك اللغط لا تجده أبدا إلا في مجتمعاتنا نحن العرب . ويتبادلون الأدوار . على بعضهم البعض ونزالهم لا يعرف طريقا للتوقف أو حتى الهواده . إنما من ضحية لأخرى ومن نقد إلى نقد حتى أصبحنا ندمن سياسة التشويه ونحترف هواية القبح . لكل ماهو جميل وراقي . ويعزف كل من أراد الحياة بأمان أن يكون عند مرمى البصر ويحاول أن يمسخ نفسه بنفسه مخافة أن يتعرض له البعض بمنظومة فكرهم الهمجي والبربري .
تلك الثقافة المريضة والتي وأن وصفت فهي من أبشع الجرائم التي وصفت بها البشر . ومن أفظع الخطايا التي يرتكبها البشر تجاه بعضهم البعض . مم جعل مجتمعنا غير آمن في ان نستظل فيه أو نعيش فيه .وتمنى كل فرد منا أن يخلع ثوب التبعية أو الإنتمائية لمثل هذا المجتمع الساقط . والتي سقطت فيه ستائر الحياء. وغطاء الدين.
وراح يكشر عن أنيابة ويعلن الردة على كل قيم ويغول ويتغول في عوالم الآخرين ويكشف أسرارهم ويسخرها للمكيدة والابتزاز .ويتتبع عورات الناس ليوقع الشر ويكافح كل رموز الخير . حتى أصبحنا شهداء على الباطل . وحراس على التردي الأخلاقي . وكلنا ضحايا ألسنة متشرذمة وكلنا تحت بطش ألسنتهم .
وراح الباطل يمزق أوصال الحق .وانتشرت الخديعة وعم الفساد وانتهكت الأعراض وأستحللنا الخوض في محراب الظلم . ونحن واهمين بأننا على حق . ونستحل ما حرم الله ونستبيح كل الأعراف والعادات . لأننا بلا هوية ولأننا نسطو على أسوار الآخرين . وبكل وقاحة وبكل بشاعة ندعي أننا أحرار في التعبير عن الرأي .
غير مدركين ماهية الحرية أو حتى المثول أمام أعراف أو إدراك الدين في الحفاظ على كيان الفرد في داخل مجتمع أفرز لنا ثقافات هي بعيدة كل البعد عن القيم وحسن الشيم . وللأسف ننادي بأننا أصحاب دين . والدين برئ من كل جاسوس يتجسس ليفشي الشر، ويتتبع عورات وخصوصيات الناس . ليفتك بكيانهم وينال منهم زعما بأنهم هم الأفضل وهم في قاع المجتمع .
وأرادوا أن يداهموا صفوته ليكون سواء بسواء . يتقاسمون الفشل والحقد والضغائن فكيف لأمة كهذه أن ترقى أو تتقدم .
فأبعد بنفسك عن كل إثم وإرسم لنفسك منهاجا حصينا من التقوى ولا تكن كريشة يؤرجحها الهواء في مهب ريح عاصف من الكراهية والضغينة .
وكن أنت صوت الخير أينما وجد . ولا تأكل من جيفة أو لحم ميت بحديثك عنه في غيبة أو نميمة وأنظر إلى نقطة الضوء. لا للبقعة السوداء في الثوب الناصع البياض .
نكن على أعتاب حياة أفضل .
تعليقات
إرسال تعليق