نحو عالم أفضل ٤ سلسلة يوميه للكاتب أيمن غنيم.
نحو عالم أفضل ٤
سلسلة يوميه
للكاتب أيمن غنيم.
لا تفرط فى مشاعرك هباءا ولا تبيع أغلى ماعندك كى تشترى وهما .
ولا تنازع حكمة الله فيما أرادك به وله . فلقد خلقنا الله بحكمة
ولحكمة قد لا تبدو جليا لنا ولا تبدو واضحة للعامة من البشر بل لمعظمنا . تعالوا نكون صرحاء مع أنفسنا نحن البشر . ونتفقد كل النعم التى أنعم الله بها علينا . ولا نتحسس التذمر والشكوى فى كل ماهو بسيط وجائز أن يرمم بأيدينا. وفقط يحتاج قسطا ولو بسيطا من القناعة .
ولا نفرط فى التمتع الزائف حتى لو كان يرضى نوزاعنا الشريرة ونفوسنا المريضة . فلابد وأن يكون فى حياتك لحظات من ألم لكى تستشعر الراحة .
ولابد وأن يوجد فى حياتك حرمان لكى تشعر العطاء .
ويجب أن تدرك مدى فاعلية إرضاء نفسك وهل هى تتفق مع ماهو متاح أو ماهو يرقى لبشريتك أم هو يقبح صورتك حتى أمام نفسك .
حرى بنا أن نرضى جوارحنا مثل مانحاول نرضى نزواتنا .
حرى بكم أيتها النساء تحديدا .
إن كان ينقصك مشاعر أو ينقصك عطاءات أيا ما كانت على شاكلتها .
أن ترضى بأن لك بيت آمن يضلل عائلة بأسرها . محمية بوجودك كأم لها أكبر مثل وأعظم رمز فى حياة أولادها .
ولك جملة الثقة من زوجك الذى أختارك وتحمل تباعتك من مأكل ومشرب وكنت أنت له السكن والحياة فكونى على قدر الثقة التى أودعها فيك .
أتدرون أن رجال العالم كلهم هو ذاك الطفل الذى تربى على يدك. وذاك الطفل الذى إستلهم عزائمه وكل قيمه منك أنت أيتها المرأة الحكيمة الرشيدة .
فكيف يعضلك أن تتعامل مع زوجك مهما كانت شطحاته أو مهما كانت نواقصه أو نقاط ضعفه . إن اكتمال الحياة بروحانيتها وأدواته الفاعله عند إكتمال دورك أنت أيتها المرأة كأم تستوعب وتعطى وتكون بحق أرقى الرموز فى حياة أولادها .
وتتجاهل تلك الأنانية الشهواتية الطاغية والتى تبحث وفقط عن التشبع منها سواء مظهر أو مأكل أو الخروج عن النص المعتاد والسوى ومحاولة إجهاض كل القيم فى إشباعها كل حسب طريقته.
إما العدول أو الامتعاض أو التذمر على واقعها والدخول فى حمم الخيال والإنخراط فى المشاعر المسروقة التى ليس من حقك أن تمارسيها .
وتعرفون جيدا إن هذا هو سبب الإعوجاج القيمى والشرود الإنفعالى الذى يمزق أوصال الثقة بين الأزواج بعضهم البعض ويعيشون الغربة المريرة تحت سقف واحد ويركب كل منهم جناح فكره ويشطح مع شطط الخيال الراسخ تجاه المحبوب الوهمى الذى يتصوره كلاهما ممتعضا عن واقع هو الأصدق. وهو الأصل فى التكوين والمعايشة .
لأن كل منهم حاول أن يبحث لنفسه عن مخرج وهمى من واقعه المرير . وربما تتحول حياتهم إلى إنفصامية تعزو للهلاك وتعزو للضياع وتنجب الشرود الفكرى الواهن . وكل يرسم منهاجه من هواه ومن رذائله وآثامه وألامه . وتضيع الأمانات فيم بيننا وتتوه المعانى وتخترب البيوت وتصفد كل أبواب الرحمات .
ونعيش فقط مذمومين مدحورين هاربين من واقع هو الأصدق إلى العالم الافتراضى والذى ننسجه نحن من خيالاتنا ويبعث فينا إحساس القلق لا السعادة الواهنة .
لأنها مبنية على أطلال قيم. وأطلال إنسانية تنتحر فيها كل المعانى .
فأنت تخون عهدك مع الله وعهدك مع زوجك وعهد مع أولادك . وإن جنح الرجل لتلك المعانى المشوهة ربما تكون أقل وأخف ضررا لأنه مخول أن يتزوج إذا ماجنحت مشاعره خفاقا إلى نزوة أو إلى لحظة شرود مع نفسه . ومخول له أن يجد عذر وألف عذر . لكن هل مخول للمرأة أن تختار وتنتحر كأم فى واقع أولادها وتنتحب كأنثى عندما تبيع جسدها أو تساوم عليه أو تبتاع مشاعرها حتى فى مخيلتها.
أعذرونى أن أكون صريحا ولربما تؤذى كلماتى الشرفاء من النساء الذى لم ولن تتخيل مثل هذه الانتحاريات النسائية.
واعذرونى فى هذا المسمى لأنه أقل مايقال عندما تستبيح الأم ان تقتل رمز الأم لدى أولادها عندما تخون أو تخدع . وتقتل روحانيات الثقة التى منحها زوجها . وتهدم أسوار بيت آمن عندما تعطى إشارات الإقتحام للص أن يقتحم أسوار بيتها وتعطية رخصة التعايش فى أحلامها .
لكنه واقع حياة أرادنا أم لم نرد . ولا يجب أن نضع رؤسنا فى الرمال كنعام تاركين الواقع وببلاهة نتساءل ماهو سبب التردى الحاصل فى حياتنا .
إن نسبة الطلاق الفعلى والحقيقى نسبة مروعة وترجع معظم أسبابه إلى نفور النساء من واقع حياتهن .
والنزوح إلى حياة هى أفظع وأشد حيرة وقلقا مما كانت عليها .
لكنها تختار اليأس والإستسلام عن المجابهة والتحمل والإصلاح . والكل يستسهل الأمر . وإنها إن دافعت عن بيتها لما كان النزاع ولما كان الشقاق .
إن الحياة برمتها إمرأة صالحه تبنى وتحوى وتعلم وتعطى حتى إن لم تأخذ حقها
فتعالين تصلحن واقعنكن بالرقى والارتقاء . وأصدقكم القول إن معظم الرجال يفتقدن لحظة الصدق فبادرن أنتن بإستيعاب ازواجكن . ولا تسمعوا لتلك المغازلات الصماء وأغلقن أذنيكن على كل مايؤرقن حياتكن .
وأعلموا أن وجودكم بحياتنا فتنة .فأصلحن ذات بينكن . ولاتؤذين أولادكن بالغياب عن دوركن . وحرى بكم أن تكونوا معاول الخير فى بناء الأمة لا هدمها .
إن الحياة بكل تفاصيلها تحت أقدامكن وجنة الله تحت اقدامكن فلا تلوثوها بشرودكن عن منهاجه وكلكم حواء لكن حاولوا.
أن تكن مصدرا للوفاء ورمزا للعطاء حتى من منظور أولادكن أو أزواجكن وأعلموا أن من الأمانة أن تحتوا أسركم.
وإن كان زوجك عاصى أو شريد أو ضائع أو تائه عن بيته فأرشديه أنت . ومهما تعثرت فى طريق النور لكنه نور ومهما تعذبت فى المضى قدما فيه إلا إنه هو الأصوب . فشهواتنا وغرائزنا هى اقذر مافينا فحاولو التجمل فى طلبها . وإن كان حقا . لكنه لطفا ورحمة من الله بنا . فتعودن الصلاح ترتقوا وانهجن الصبر ترتوى حبا وحنانا . وكل منا ضعيف فلا تمكنوا الضعف فى تدمير من تحتوا . ولا تجعلوا الحب والمشاعر مشاعا لكل من أراد التسلية او من أراد الخداع بكم .
فنحن الرجال يتسم معظمنا بالخداع وزيف الحديث عن المشاعر وهو لا تهتز فرائصه إلا لكل من قال لا
. لا للحرام لا للعشق والغرام لا لكل من تنتهج فى حق زوجها أى انتقام .
فقولوا لا وألف لا لكل مايغضب الله وقولوا لا لعشق ممنوع ولا لحب مسروق ولا لمشاعر مزيفة غير صادقة واحترموا من يدق أبوابكم وإن لم يكن فتى أحلامكم إلا أنه مصدر سعادتكم . وكونوا رموزا كما عهدناكم وكونوا شامخين متمسكين بشريعة ربكم تكن حياتكم وحياتنا جميعا نحو عالم أفضل
تعليقات
إرسال تعليق