الدكرورى يكتب عن الخليفه مروان بن محمد ( الجزء الثامن ) إعداد / محمـــد الدكــــرورى

الدكرورى يكتب عن الخليفه مروان بن محمد ( الجزء الثامن )
إعداد / محمـــد الدكــــرورى

نكمل الجزء الثامن مع الخليفه مروان بن محمد، وكان عندما رجع فل الخوارج إليهم، فأشار سليمان بن هشام عليهم أن يرتحلوا عن الموصل، فلا يمكنهم الإقامة بها، ومروان من أمامهم وابن ضبارة من ورائهم، وقطع عنهم المدد ولا يجدوا شيئا يأكلونه، فارتحلوا إلى حلوان ثم إلى الأهواز، فأرسل مروان ابن ضبارة في آثارهم في ثلاثة ألاف، فأتبعهم يقتل من تخلف منهم، ومازال وراءهم حتى فرق شملهم، وهلك أميرهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري بالأهواز، حيث قتله خالد بن مسعود بن جعفر بن خيلد الأزدي، وركب سليمان بن هشام في مواليه وأهل بيته السفن، وساروا إلى السند، ورجع مروان من الموصل فأقام بمنزله بحران، وعندما طلب الإمام إبراهيم بأن يظهر أبو مسلم الخراساني. 

الدعوة العباسية علانية في خراسان، دخل أبو مسلم خراسان في أول يوم من رمضان فرفع الكتاب إلى سليمان بن كثير الخزاعي وفيه أن أظهر دعوتك ولا تتربص، وسليمان بن كثير الخزاعي كان نقيباً موالياً لبني العباس في خراسان، وعندما تولّى أبو مسلم الخراساني إمارة خراسان تسلط على سليمان، وكان أبو مسلم تابعاً له أيام الدعوة لبني العباس، فشكى لأبي جعفر المنصور حين قدم إلى خراسان موفداً من قبل أخيه أبي العباس السفاح، فقام أبو مسلم بضرب عنقه بحجة اتصاله بالعلويين لقلب الحكم، ثم قتل أبو مسلم ابن سليمان لاتهامه بمولاة العلويين أعداء العباسيين، ولعل قتل أبي مسلم لسليمان وابنه دون استشارة أهل الحكم كان أحد أسبابه إقدام المنصور على قتله عام مائه وسبعه وثلاثين من الهجره بعد توليه الخلافة.

فقدموا عليهم أبا مسلم الخراساني داعيا إلى بني العباس، فبعث أبو مسلم دعاته في بلاد خراسان، وأمير خراسان الأموي نصر بن سيار الكناني، مشغول بقتال جديع الكرماني، وشيبان بن سلمة الحروري، وأما عن نصر بن سيار الليثي الكناني، فكان آخر ولاة الأمويين على خراسان، وقد ولاّه هشام بن عبد الملك، وكان نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، وكان والياً محنكاً حازماً، فاستشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يعلمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع. 

ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة، وأما عن شيبان بن سلمة السدوسي الحروري فهو واحد من غلاة الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، ثم لبس أبو مسلم وسليمان بن كثير وزعماء الدعوة العباسية لباس السواد، وصار شعارهم، وأقبل الناس من كل جانب، وكثر جيشهم، ثم بعث نصر بن سيار خيلا عظيمة لمحاربة أبي مسلم، وذلك بعد ظهوره بثمانية عشر شهرا، وأبو نصر مالك بن الهيثم الخزاعي كان من أوائل أتباع العباسيين وقائد عسكري، وخراساني عربي من قبيلة بني خزاعة، وكان واحدا من أوائل دعاة العباسيين في خراسان، وأخيرا أصبح واحدا من القادة الرئيسيين. 

وهم النقباء الإثني عشر، وكانت سرية للحركة العباسية، عند اندلاع الثورة العباسية، وقد تم اختياره من قبل القادة العباسيين كقائد معسكر ورئيس الشرطة تحت إمرة القائد العباسي الرئيسي، أبو مسلم، في حين أن ابنه نصر عين كنائبا له، وبهذه الصفة، شارك مالك في معارك الثورة العباسية في خراسان وفي الهجوم الغربي تحت قيادة أبو مسلم، فأرسل أبو مسلم إليهم مالك بن الهيثم الخزاعي، فالتقوا فدعاهم مالك إلى الدخول في دعوتهم فأبوا ذلك، فجاء إلى مالك مدد فقوي فظفر بهم مالك، وكان هذا أول موقف اقتتل فيه جند بني العباس وجند بني أمية، ثم بعد ذلك بعث أبو مسلم خازم بن خزيمة التميمي على مرو الروذ، وقتل عاملها الأموي بشر بن جعفر السعدي، وكان خازم بن خزيمة بن عبد الله التميمي. 

هو قائد كبير من كبار قادة الدولة العباسية وقد قضى على كثير من حركات الخوارج في عهد ابي جعفر المنصور، وأما عن مَرْو الرُّوْذ وتسمى أحيانا مرو الصغرى وهى مدينة تاريخية قديمة قريبة من مرو الشاهجان وتقع بقرب نهر المرغاب أيضا، وبين مرو الشاهجان ومرو الروذ خمسة أيام مشيًا كما تشير المصادر التاريخية وهذا يعني مايقارب الأربعين فرسخًا التي تساوي مائتين كيلو متر الآن وهذا على أساس أن الفرسخ يساوي خمسه كيلو متر، وهى أصغر من مرو الشاهجان، ثم بعث أبو مسلم إلى هراة النضر بن نعيم، فأخذها من عاملها الأموي عيسى بن عقيل الليثي، وجاء عاملها إلى نصر هاربا، ثم وجه أبو مسلم أبا داود إلى بلخ فأخذها من عاملها الأموي زياد بن عبد الرحمن القشيري.

ثم في سنة مائه وواحد وثلاثين من الهجره، وجه أبو مسلم، قحطبة بن شبيب إلى نيسابور لقتال نصر بن سيار، فالتقوا مع تميم بن نصر بن سيار وقد وجهه أبوه لقتالهم في طوس، وطوس هي مدينة تاريخية أثرية بإيران تسمى اليوم بمشهد الرضا، وقد کانت من کبری مدن خراسان القدیمة حتی هجوم المغول وهدمهم لها، وبعد القرن السابع لم ترجع إلی ما کانت عليه من قبل أبدا، فقد هاجر من بقي من أهلها رویداً رویداً إلی قریة سناباد، وقد كانت طوس مسقط الرأس العديد من کبار علماء الفرس في شتی العلوم، ومن مشاهیرهم الشاعر أبو القاسم الفردوسي الطوسي وهو صاحب کتاب شاهنامه، ومعاصره أسدي الطوسي صاحب کتاب لغت فرس، وهو أول معجم فارسي في القرن الخامس. 

ومن العلما السنة المشهورين أبو حامد محمد الغزالي الطوسي، ومن علماء الشیعة شیخ الطائفة محمد الطوسي مؤسس الحوزة العلمیة فی النجف في القرن الخامس وخواجة نصیر الدین الطوسي فی القرن السابع، وأما الیوم فالمدينة لیست في المکان الأصلي لمدینة طوس القديمة، فلم يَبقى في موقعها الأصلي سوى الأطلال والبقايا والخراب، وهو مکان قریب من مدینة مشهد الحالية حيث تفصلهما مسافة أربعه وعشرين كيلو متر، وفي السنوات الأخیرة عُمرت مقبرة الفردوسي الطوسي في أطلال طوس وصارت موقع آثار سياحياً، وأما عن قحطبة بن شبيب الطائي، فهو أحد قادة بني العباس، وقد ولد في نهاية القرن الأول الهجري وقد صحب قحطبة بن شبيب أبا مسلم الخراساني. 

وقد ناصره في إقامة الدعوة العباسية بخراسان، وكان أحد النقباء الاثنى عشر الذين اختارهم محمد بن علي، وهو ممن استجاب له في خراسان سنة مائه وثلاثه من الهجره، وفي عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره، التقى قحطبة بن شبيب مع أمير العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وانتصر جند قحطبة، ولكن معن بن زائدة قتل قحطبة، وقد توفى قحطبة مقتولا سنة مائه واثنين وثلاثين من الهجره، وكان أبو مسلم بعث إلى قحطبة مدد أخر نحو عشرة آلاف فارس، عليهم علي بن معقل، فأقتتلوا في معركة طاحنة قتل فيها تميم بن نصر ومعه من جيشة سبعة عشر الف رجل، ثم إن يزيد بن عمر بن هبيرة والي مروان على العراق بعث سرية مددا لنصر بن سيار، فالتقى معهم قحطبة. 


فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم جند بني أمية، وقتل من أهل الشام وغيرهم عشرة آلاف، وكان منهم نباتة بن حنظلة الكلابي عامل جرجان، فبعث قحطبة برأسه إلى أبي مسلم، وكان نباتة بن حنظلة الكلابي، ينتهي نسبة إلى بني عامر بن صعصعة من هوازن ، وهو أحد قادة مروان بن محمد والدولة الأموية في آخر عهدها، وقد قتل على يد العباسيين في خراسان، وكان يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق لاخر خلفاء الأمويين مروان بن محمد وقد بعث نباتة بن حنظلة إلى جرجان واليا عليها ولكي يقاتل انصار الدعوة العباسية في خراسان بدم مافشل والي خراسان نصر بن سيار الكناني بإخماد ثورتهم وعندما وصل نباتة بن حنظلة الكلابي إلى نصر بن سيار أتى فارس وأصفهان، ثم سار إلى الري.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد