النائبُ الحقُّ .. بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي

النائبُ الحقُّ .. 

بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي

 إنَّ النائبَ الحقَّ الذي يمثّلُ الشعبَ تمثيلاً حقيقياً ، ويكونُ لهم كالمرآةِ التي تعكسُ آلامهم وآمالهم ، ويضعها بين يدي أولي الأمرِ ليبذلوا قُصارى جهدهم في إذهابِ آلامهم ، وتحقيقِ آمالهم ، لابدَ وأن تتوافرَ فيه شرائطُ عدّةٌ ، من أهمها ما يلي : 
1- أن يكونَ قد جاء باختيارِ الشعبِ وإراداتهم ، ولم يُفرضْ عليهم ، فشتّان بينَ من يأتي بالاختيارِ وبينَ من يأتي بالاضطرارِ . 
2- أن يكونَ ممن يخالطُ الشعبَ يفرحُ بما يفرحونَ ، ويألمُ لما يألمونَ ، وليس ممن يعيشونَ في أبراجٍ عاجيةٍ تعزلهم عن الناسِ ؛ ليحافظوا - على حدَّ زعمهم - على وضعهم الاجتماعي ، مرتئين لأنفسهم مزايا ليست لغيرهم ، وما ذاكَ إلا  لنقصٍ في نفوسهم يجعلهم يتكبّرونَ على الناسِ ، ويبخسونهم أشياءهم .  
3- أن يكونَ معتقداً أن وجوده بمجلسِ النوابِ تكليفٌ لا تشريفٌ ، مدركاً لثقلِ الأمانةِ التي نيطتْ بعنقه ، ولعظمِ مسئوليته عمن يمثلهم ، وأنه مسؤولٌ عنها أمامَ اللهِ - تعالى - هل حفظَ أم ضيّعَ ؟ 
4- أن يكونَ موقناً بأنَّ للجاهِ زكاةً كما أنَّ للمالِ زكاةً ، ولابدّ من إخراجها الذي يتمثلُ في قضاءِ حوائجِ الناسِ الذين أولوه ثقتهم ، وتوسّموا فيه العملَ لصالحهم . 
5- أن يتحلّى بالتواضعِ ، ويتزيّنَ بالرفقِ وسعةِ الصدرِ ، والصبرِ على أذى الناسِ ، وأن يؤدي ما عليه تجاههم ، وإن لم يؤدوا له ما عليهم ، فلكلٍ من الشعبِ والنوّابِ حقوقٌ ، وقد أُمرنا بأن نعطي كلَّ ذي حقٍّ حقّه .  
6- أن يتخيّرَ بطانةً صالحةً تعينه على أداءِ رسالته ، لا بطانةً سيئةً تقفُ حائلاً بينه وبينَ الفقراءِ من الناسِ ، وليعلمْ أنها إن حالتْ بينه وبينهم في الدنيا فلنْ تحولَ بينه وبينَ عذابِ اللهِ يومَ القيامةِ . 
7- أن لا يكونَ بينه وبينَ الناسِ حُجّاباً يحولونَ دونَ الوصولِ إليه ، فيكونُ بابه مفتوحاً لا يُوصدُ ، وطالبه لا يُردُّ - بقدرِ الاستطاعةِ - ومُؤمّله لا يُصدُّ . 

هذه هي أهم الشرائطِ التي يجبُ أن تتوفرَ في نوّابِ الشعبِ - الذين تُعلّقُ عليهم الآمالُ في تغييرِ واقعِ الشعوبِ إلى الأفضلِ - والتي إن وعوها ، وطبّقوها قُرعتْ أبوابهم ، وطُولبوا بالبقاءِ والاستمرارِ ، وعندئذٍ تدركهم إعانةُ اللهِ ؛ لتؤيدهم وتُسدّدُ خطاهم ، ومن طُلِبَ إلى شييءٍ أُعيِنَ عليه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد