دور السيده في تعديل سلوك زوجها و الأبناء : ا/ شيماء احمد جاب الله
دور السيده في تعديل سلوك زوجها و الأبناء :
ا/ شيماء احمد جاب الله
أقرب الناس إلينا هم الأكثر تأثيراً عليناً، وكلما زاد قربهم زاد تأثيرهم بأي شكل من الأشكال، ومن منطلق المحبة والإخلاص وبدافع الحرص والمسؤلية تسعى كل زوجة إلى تغيير سلوكيات وتصرفات الزوج السلبية، والتي يكون لها سبب في وجود المشاكل العائلية، فحينما يتطلب الأمر تغيير حال الزوج لن يكون هناك أفضل وأقرب من الزوجة، وذلك من خلال استشعارها خطورة تلك السلوكيات ومن ثم امتلاكها الثقة بذاتها وبقدرتها على محاولة التأثير فيه للأحسن وإتقانها أساليب الحوار والإقناع، لتصل في النهاية إلى الغاية المبتغاة ومن هنا جاءت مقولة عبدالله بن المقفع: المرأة الصالحة لا يعدلها شئ لأنها عونا على أمر الدنيا والآخرة
و تظهر اهميه السيده في تعديل سلوك زوجها في : بعض النساء تملك من الذكاء ما يجعلها توجه الرجل إلى الطريق الصحيح دون أن يشعر بذلك، وبعضهن تعضله وتشدد عليه فيؤدي ذلك إلى عناده ورجوعه إلى الخطأ، وقد سمعت إحداهن تقول «انصحي ولا تجرحي».
من جانبه يقول محمد علي:الرجل ليس بقالب تشكله المرأه كيفما تريدأ ولكن تفهم كل طرف لشريكه بأن يقوما بتقديم تنازلات لصالح الطرف الآخر عسى ان يتم وبالتدريج الوصول لحلول أفضل، وهناك تغيير تريده المرأه ليس لمجرد الحب بل لتملك الشخص الآخر، ونحن كشرقيين لا نحب ان نخضع لشروط ورغبات تملى علينا ولا أنكر ان المرأة تستطيع احتواء قلب زوجها إذا أتقنت حنان الأم وقلب الحبيبة.
اختيار الوقت المناسب
وقالت المعلمة أمل الشامان: كلنا بشر وطباعنا لم تخلق معنا بل اكتسبناها فمن الطبيعي ان تستطيع المرأة التأثير على زوجها إذا كانت الإرادة والمثابرة موجودة، فالرجل من وجهة نظري يقبل التغير، ولكن بخطوات بطيئة غير ملحوظة، فهو في معظم الأوقات يكون مقتنعا فى التغير، لكن إذا تغير كثيراً في وقت قصير بعد الزواج فإن من حوله سوف يجدون هذا التغير عبارة عن خضوعه لسلطة الزوجة عليه، ويصبح في نظرهم كما يقال «زوج الست»، لذلك يقوم برفض ذلك التغيير، والمرأة الذكية هي من تعرف وتقدر متى تنصح ومتى تتوقف عن ذلك، فاختيار الوقت المناسب والموقف المناسب له الدور الفاعل في ذلك.
وكان لزينب الصالح رأي مغاير في ذلك، حيث تحكي لنا معاناتها مع زوجها، حيث قالت: تزوجت منذ أربع عشرة سنة، وفي أول سنة من الزواج اكتشفت ان زوجي مدمن معاكسات في البداية توترت علاقتي الزوجية كنت خلالها حريصة جداً على تغيير وتوجيه زوجي فلم ادع بابا إلا طرقته لكن بدون فائدة، ومشكلتي انه كان يعترف لي بأنني لا ينقصني شيء وانه يفعل ذلك من باب التسلية، تغاضيت كثيرا عن تصرفاته ولكنه اخذ يتمادى حتى انه لا يكاد يمر يوم من دون مشاكل تنتهي بتدخل والدي أوعمي وهذا هو حالي فتره ثمان سنوات بعدها تيقنت ان الرجل من الصعب جداً تغييره وقررت ان اشتري صحتي وراحة بالي أنا وابنائي، خاصة وإنهم قد كبروا الآن ولا أريدهم ان يتأثروا بشيء لدرجة إني اعلم انه يعاكس ويقابل غيري ومع ذلك اصمت.
الصبر والحب
وتجربه أخرى تحكيها فاطمة ضاحي، حيث تقول: بعد زواجي بسنتين أدمن زوجي الحشيش والحبوب المنبهة، فكانت حياتي الزوجية تسير باتجاه الهاوية، لذلك قررت ان اتسلح بالصبر والدعاء والعزيمة القويه لإنقاذ زوجي وبيتي من الانهيار خاصة لإنني وزوجي متفاهمان جداً وكلانا يحب الآخر، وبما إني اعرف طريقه تفكيره دخلت له من هذا المنطلق المرأة الذكية تمتلك مفاتيح قلب وعقل زوجها فتستطيع الدخول له من خلالهما فمع النصيحة الغير مباشرة وملء اوقات فراغه ومساعدة إخوته لي بزيارتهم المتكررة له ولا ننسى أهم شي وهو قيام الليل والدعاء تغير زوجي ولله الحمد والآن لا تفوته ركعة في المسجد.
من ناحيتها قالت «أم شهد»: تزوجت رجلا مطلقا سمعت من مطلقته انه رجل منغلق لا يحب الزيارات والرحلات والسفر والتسوق، وحدثت نفسي بان تلك العيوب يمكنني معالجتها فأنا أؤمن بقدرتي في تغيير من هم حولي طالما كانت تلك العيوب سلوكية اجتماعية والعكس صحيح فمن الصعب جداً بل من المستحيل التأثير في الشخص البخيل وجعله ينفق بسخاء فهذا تغيير فكري يصعب تتغيره، وقد استطعت بتوفيق من الله ان أغير من تفكير زوجي تدريجياً فاستخدام أسلوب اللين واللطف لمعرفه ما يحب وما يكره، مستخدمةً أسلوب الحوار البناء بذلك تستطيع أي امرأة ان تمتلك قلب وعقل زوجها والاهم ألا تستدرج النقاشات كيلا تتحول لخلافات يحاول كل طرف من خلالها إثبات آرائه من هنا ينشأ العناد ويصر الرجل على موقفه وهذا ما حدث مع طليقة زوجي
من جانب آخر تقول الأخصائية الاجتماعية منال أحمد: حينما يرتبط الرجل والمرأة بذلك الرباط المقدس فإنه يكون هناك ارتباط بين فكرين وبيئتين مختلفتين ومع تطور العلاقة وتقدمها ينشأ هناك اختلاف في وجهات النظر، حيث يحاول كل طرف إثبات وجهة نظره للآخر، وغالباً ما تحرص المرأه على ذلك التغيير، فالمرأة الذكية والحريصة هي من تستطيع ان توجه وتغير من سلوكيات الزوج الخاطئة و لكي تنجح في تغيير طباع الزوج يجب ان تتحلي بالصبر وعدم نقد سلبياته و محاوله اصلاحها فالإكثار من لانتقاد يجعله يكابر ويصر على البقاء على حاله وربما يزايد كما تنصح المرأة لدى ناقشها مع الرجل بإظهار الزوج على أنه صاحب القرار والسلطة، خاصة أمام الآخرين، وهنا يقوم بتنفيذ ما ترغب به وهو يشعر انه قد فرض سلطته عليها، وتتحقق لها غايتها في النهاية.
دور الأم في تعديل سلوك الابناء: 1-الإهتمام بالنظافة: الأم هي الأكثر إهتماماً بالتفاصيل، فتحافظ على نظافة وصحة الأبناء، وتعلمهم كيفية القيام بهذا لأنفسهم فيما بعد. ويجب على الأم أن تجعل أطفالها يشاركونها هذا منذ سن صغيرة، فيحافظوا على نظافة أيديهم وأسنانهم ويبتعدوا عن مصادر التلوث.
2-التنظيم والترتيب: من الأمور الهامة التي تقوم بها الأم هي الحفاظ على المنزل مرتباً ومنظماً، ويجب أن تجعل أبناءها مثلها وتطلب منهم ترتيب وتنظيف غرفتهم بعد الإنتهاء من اللعب. ولا يجب الإستهانة بهذا الدور لأن الطفل عندما يعتاد على النظام منذ الصغر سيتحول إلى عادة لا يمكن الإستغناء عنها فيما بعد.
3-تعديل سلوك الأبناء: هو دور مشترك بين الأب والأم، ولكن نظراً لتواجد الأم لفترات أطول مع الأطفال، فهي من تعرف تفاصيل حياة الأطفال وسلوكياتهم وأخطائهم، وبالتالي تتمكن من تعديل السلوكيات والتصرف في المواقف. ويجب أن تتحدث مع الأب إذا كان هناك مشكلة في سلوك الطفل حتى يتعاونا لتصحيح هذه المشكلات مع الطفل.
4-الصديقة: تلعب الأم عدة أدوار مع الطفل في انٍ واحد، فهي الأم الجادة والحازمة في أغلب الأوقات، وهي الصديقة والرفيقة التي تتحدث وتستمع وتتناقش في أوقات أخرى، وهي أيضاً طفلة في الوقت الذي يجب أن تشاركهم اللعب والأنشطة المختلفة.
5-المراقبة: أيضاً لأنها تجلس مع الأطفال لأوقات طويلة، فيجب أن تتباعهم وتراقب تصرفاتهم دون أن تجعلهم يشعرون بأنها تقيدهم. فهذا يساعد في إكتشاف أي سلوكيات خاطئة لديهم، كما أنه يجعلها تتعرف على مواهبهم لتساهم في تنميتها وتدعيمها.
6-الملجأ: ونعني بهذه الكلمة أن الأم هي التي يذهب الطفل إلى حضنها عندما يشعر بالخوف والقلق، ويجب أن تحتويه وتحميه وتطمئنه. فقد يحدث هذا عندما يخطيء الطفل، أو عندما يخاف من أحد، ويجب أن يجد الأم ترحب به وتتفاعل معه في مختلف المواقف.
7-الموجهة: من الأمور الهامة التي يجب أن تقوم بها الأم هي أن تكون موجهة وتعطي النصائح والإرشادات للأطفال ولكن بطريقة هادئة ومقبولة، وليس بالصراخ أو النقاش الحاد. فعندما ترى الأم أي خطأ من قبل الإبن، يجب أن تنبهه وتلفت نظره إليه حتى لا يكرره، وإن قام بتكراره تنذره مرة أخرى بأسلوب أكثر صرامة، وفيما بعد تقوم بالعقاب حتى يتوقف عن هذا السلوك.
تعليقات
إرسال تعليق