الماضي والحاضر بين المقارنة للعادات وكيف صارت العلاقات الأسرية بقلم / جمال القاضي
الماضي والحاضر بين المقارنة للعادات وكيف صارت العلاقات الأسرية
بقلم / جمال القاضي
في زمان إختلفت فيه نظم العلاقات التي تجمع أفراد الأسرة الواحدة نذهب معها بالمقارنة مابين عادات الماضي وكيف صارت بحاضرنا مع الأسباب والنتائج وإقتراحات الحلول .
العلاقة الأولى : مابين الأب وإبنائه كنا نرى فيها إحتراما متبادلا فيما بينهما فعند دخول الأب إلى منزله يقف الجميع إحتراما له ولايجلسون حتى يجلس هو حتى عند تناول الوجبات لاتمتد يد أحد من الأسرة حتى يبدأ الأب اولا وفي قرب الإنتهاء يتبقى قليلا من الأطعمه في أطباق الغذاء ربما لم يشبع معظمهم لكنه فضل أن يبقي قليلا من الطعام بمحتويات الأطباق خوفا من أن أحدهم تشتهي مافيه نفس غيره ويؤثره على نفسه فيتبقى القليل دون أن يتناوله الجميع ولايقومون من على المائدة حتى يقوم رب الأسرة .
لايمكن ولايستطيع أي واحدا من الأبناء أن يدخن مطلقا في وجود الأب حتى وإن كان مدمنا للتدخين هذا ماكان بالماضي .
أما اليوم فنرى عجبا تبدلت تلك العادات بين الأب والإبن خلاها أصول ومبادئ الإحترام تخلى معها كلاهما عن مانشأت عليه الأجيال السابقة فراحا هما الإثنين يدخنان معا بل قد يمتد الأمر لأن يدخل الإبن يده في جيب والده بحضوره ليخرج سيجارة منها أو يطلب الأب هو الآخر واحدة منها من ابنه دون حياء أو خجل منهما
فإنهار الإحترام وتساقط الخجل ولم يعد للأب مكانته وإحترامه بالصورة التي عرفت بها من قبل في الماضي .
وعلاقة آخرى : وهي علاقة الزوج بزوجته نرى فيها العجب ففي الماضي كانت المرأة لها مكانتها في قلب زوجها وبين باقي أفراد أسرتها لاينهرها الزوج أمام أبنائها حتى وإن كان عتابا أو ضربا لها فيكون فيما بينهما ولايحس به باقي أفراد الأسرة .
مماجعل الأبناء يحترمونها ويقدرونها دائما فلاتعلوا لهم أصواتا في وجهها بل وقد ويقبلون يديها وجهها حين مغادرة المنزل أو حين العودة إليه مرة أخرى .
كما كانت تلقى إحتراما عظيما من الزوج الذي معه كانت ظاهرة الطلاق نادرة جدا
فقط كان ذلك بسبب إحترام الزوج لزوجته والعكس وإحترام الأبناء ومكانتها ومنزلتها الرفيعة بين أفراد الأسرة .
نذهب مع تلك العلاقة مقارنة في حاضرنا والتي أصبحت علاقة هشة فيها لايحترم الزوج زوجته يهمل فيها رغباتها ينظر إليها أنها مجرد خادمة وواجب عليها خدمته
يدوس على مشاعرها بقدميه ولم يقدر لها وجودا يضربها في كثير من الأحيان ضربا شديدا لايبالي فيه من يراها من أبنائه أو حتى جيرانه فكبت مشاعرها وكتمت غيظها في نفسها فظهرت مع ذلك أبشع الجرائم التي لم نكن نسمع عنها في الماضي
قتلا للزوج بطعنات سكين ورميا للكلاب الضالة تنهش أشلاء جسده وغيرها من الجرائم مثل الزنا لإهمال الزوج لزوجته والخيانة الخفية على صفحات التواصل الإجتماعي بحثا عن من يهتم بها لفقدانها هذا الإهتمام ممن هو كان به أولى وهو زوجها .
ويرجع ذلك كله لعوامل عديدة ومن أهمها تخلى الكل عن أصول عاداتهم وغيرها كانت من الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الجميع من مواقف العمل والوظيفة وكثرة مطالب الحياة من النقود والتي جعلت الزوج في معظم وقته خارج المنزل بحثا عن مصادر جديدة للرزق ولايتبقى له وقتا كافيا للجلوس والتحاور مع أسرته بسبب سوء حالته المادية أو الصحية .
وسببا آخر كان هو الأعظم في إنفتاح العالم إلكترونيا بتواجد صفحات التواصل الإجتماعي فتحرر الجميع من قيود العادات فبات بها العلاقات مجرد إرتباط قد يكون بالأسماء والألقاب التي جمعتهم في ورقة واحدة بالسجل المدني للقيد العائلي .
وما الحلول ؟ أولا :لابد أن تكون هناك برامج جديدة هادفة ممنهجة يقوم بها أساتذه لعلم النفس والتربية تعلم بها الأجيال الجديدة كيفية إحترام الأب والأم والأخ والأخت .
ثانيا : إعادة النظر في المنتجات الفنية والتي هي في صورة مسلسلات وأفلام سينمائية تغرس من نواتجها أصول التعامل ومبادئ الفهم الصحيح لهذه العلاقة ومحو كل ماكان منها غير هادف وكان يدعو لفساد الأخلاق وإستبداله بما هو يفيد
ثالثا : وأخيرا تصميم برماج للأطفال على هيئة قصص قصيرة يكون هدفها إحترام الأسرة ومكوناتها تتجسد في صورة مسلسل هادف بها تعود عاداتنا التي فقدت مع مر الزمان
-------------------------------------------------------------- ----------
تعليقات
إرسال تعليق