حكم القدر، 📰بقلم الشاعر 📰غانم ع الخورى

. حكم القدر

ذهبت فتاة إلى حفلة في بيت إحدى صديقاتها، لكنها أَنْهَتْ زيارتها قبل الموعد المحدَّد، وخرجت عائدةً وحدها إلى المنزل سيراً على الأقدام.
لم تكن الفتاة خائفة لأن المدينة كانت صغيرة، ويقع بيتها في بناء يبعد عن بيت صديقتها مسافة قصيرة ، وكانت تسير في طريقٍ تُظلِّله الأشجار ، وفيما هي سائرة، سألت الله أن يحفظها سالمة من أيِّ أذى أو خطر في الطريق .
حينما بلغت مَمْشَى في حديقةٍ، كان عبارة عن طريقٍ مختصر إلى بيتها، قرَّرت أن تسير فيه لتبلغ سريعاً إلى منزلها، وبعد أن بلغت منتصفه، لاحَظَت وجود رجلٍ واقفاً بعيداً عند نهاية هذا المسار ، وكأنه واقفٌ في انتظار مرورها أمامه!.
عندمـا رأتـه، اضطربت و بدأت تُصلِّي سائلة الله أن يمدها بالقوة والحماية من أيِّ شرٍّ
تابعت طريق سيرها بحذر وهي مضطربة تبدي شجاعة لا تملكها وكلما اقتربت زادت نبضات قلبها ولما وصلته تعثرت وسقطت أرضاً فما كان منه إلا أن أسرع ومد يده لها ليساعدها مدت يدها وأمسكت يده وعيونها تحدق بعينيه شعور غريب تملكها وساد الصمت لحظات
نطق هل أنت بخير تعالي انهضي
وبعد أن استقامت نطقت شكراً ملؤها الحيرة وانصرفت
وبعد وصولها المنزل كان الموقف وهذا الرجل يشغل تفكيرها شيء غريب بنظراته لا تستطيع التحديد حنان أم رحمة أم إعجاب صور كثيرة تلاحقها احتارت به ؟
وفي اليوم التالي وهي ذاهبة إلى الثانوية لاحظت أن نفس الشخص يتبعها من البعيد ولكنها لم تخف بل شعرت بالفضول وعدة أسئلة خطرت على بالها أهمها
من هو ولماذا يهتم بها
دخلت المدرسة وكان فكرها مشغولا مر اليوم عليها طويلاً
ولما خرجت من المدرسة لاحظته على الباب وكان يحدث الناطور
ثم لحقها مرة أخرى
هنا جاءتها الجرأة و قررت أن تسأله ماذا يريد
ما سره وكيف يسمح لنفسه بملاحقتها
رفعت يدها بإشارة له بمعنى انتظر
وحال وصولها إليه بدأت بالتحية والسلام
ثم بادرته بسؤالها ياعم ماذا بك لماذا تلاحقني ما غايتك
أجابها لا شيء إنما تبدين بعمر ابنتي وقد افترقنا منذ زمن طويل لذلك أراك فيها وأحاول تأمين الحماية لكِ
هل حصل مني شيء يؤذيك هل أسأت الفعل والتصرف أرجوك اعذريني أنا مثل والدك ولست سيئاً
تعاطفت الفتاة معه وكادت تدمع عيناها
تركته وانصرفت
وبعد وصولها للمنزل
روت لوالدتها الأحداث مع هذا الرجل وغرابة إحساسها نحوه
هنا وجدت الأم تتلعثم وتفرك كفيها وكأن بها مكروه أو فعل جلل
نادت أمي مابك هل أنت بخير
قالت لا شيء ربما مشكلة الضغط
قليلاً وأكون بخير اتركيني لوحدي
تبين للأم أن هذا الرجل هو زوجها والد الفتاة و قد خرج من السجن حيث كان محبوساً لأسباب غريبة وربما ملفقة
بدت تصرفاتها غريبة تراقب النوافذ  وتسرح شاردة الفكر
 وفي اليوم الثاني ذهبت خلف ابنتها الى المدرسة تراقبها علها تتأكد من حدسها
  وفعلاً كان ضنها بمكانه
  وبعد دخول الفتاة الى المدرسة اقتربت منه و وتبادلا الحديث  وأكد أنه يجب أن يخبر ابنته بأنه أبوها 
 هنا صرخت به  قالت أرجوك ابنتك تعلم أنك ميت  وأنك رجل مميز  و تتفاخر بك أمام أصدقائها
 أرجوك لاتغير حياتها و تجعلها تشعر بالحرج أمام أصدقائها
  رفض رفضاً قاطعاً قائلاً كيف أموت وأنا حيّ
  سأخبرها وهذا حقها وحقي إنها أملي الباقي من هذه الدنيا
  تركها وانصرف
وفي المساء حضر إلى المنزل وقرع الباب فتحت الأم وحاولت صرفه إلا أنه ألح على الدخول وأحدث أصوات عن قصد حضر على إثرها من في المنزل
 ومن بينهم ابنته
  التي قالت باستغراب  أنت
 مابالك تلاحقني إلى البيت
 هنا نزلت دمعة عيناه وقال لا تظلميني بسوء الظن
 أنا والدك وأنت ابنتي
 نظرت لوالدتها فوجدتها تدور الرأس وتبكي
  عرفت أنه يقول الحقيقة 
 ورغم غرابة الموقف إلا أنها ضمته تبكي على كتفه !


... غانم ع الخوري ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد