رؤي فلسفية في التنمية البشرية للكاتب أيمن غنيم
رؤي فلسفية في التنمية البشرية
لأيمن غنيم
اللقاء السادس عشر( الإهتمام هو أيقونة التعامل )
****السلوك هو ترجمة فعلية لما تحويه أفكارنا. وهو مرآة حقيقية للخفايا من مشاعرنا . وهو وجه العملة الحقيقي الذي يعبر عن مكنون الأحاسيس التي بين جنباتنا. وهو الأثر الذي يحدث التفرد والإختلاف فيما بيننا.*** كما عرفه أيمن غنيم
ودعونا ننطلق من هذه النقطة
ليدرك كل منا دوره تجاه الآخر ويتحسب لما يفعله أو ما يسلكه فى خضم وزخم الماديات التى إبتعلت وإستهلكت وشوهت كل المعانى وأبدلتها بمعانى صماء خاوية من أحاسيس الولاء أو الإنتماء.
وأصبحنا نعيش العزلة والصحبة الخرساء مابين بعضنا البعض لإهمال تلك الجوانب المضيئة فى حياتنا. ويمعن الآخرين فى قتل و دحض همم البعض. دون أن يعرفون أنهم يقتلو أجمل مافيهم ويطمسون ملامح وهوية ما بداخلهم من شفافية
ويبحثون فقط عن العامل المشترك والسطحى بينهم. دون الإنغماس فى أعماق بعضهم البعض ومحاولة قراءة ما بداخل بعضهم البعض ومحاولة التعرف على الآخر من واقع هو أدرى به من غيره . والإدراك والتحسب لكل ماهو غالى ونفيس لدى الآخر ومحاولة تدعيمه وتبنيه لكى يخرج إلى النور وينطلق وبإصرار نحو الأفضل . وذلك يدعم العلاقة السوية بين المجتمع الواحد أو الاسرة الواحدة .كى لا نعيش العزله فى أتعس لحظاتها. ويعيش كل منا فى عالمه الخاص وبعيدا كل البعد عن المحيطين به وكأنهم لا يتواجدون فى حياتهم ومن هنا تأتى الأزمات النفسيه مثل الإكتئاب والحيرة والقلق والتوتر وأحيانا الشرود الذهنى والإحساس باللامبالاة وعدم الإكتراث بمن حولك .وتباعا تأتي كثير من المشكلات الناجمة عن هذا التيه مثل المشكلات الاجتماعيه مثل الطلاق والإنفصال الأسرى أو التفكك العائلى فى إطار علاقات الآباء بالأبناء والعكس والأخ بأخيه والأخت بأختها أو هجرة المنزل الأسري والبحث عن بدائل ربما تكون أماكن حميدة أو زميمة
تلل هى الأزمه. ففى غياب الفهم والإستيعاب من قبل الأب أو الأم لمهام مراحل النمو العقلى لدى أولادهم والتعامل بذكاء بما يتواكب مع ميولهم وإختياراتهم وبما يتفق مع مهاراتهم ومواهبهم قد تكون هناك فجوة وهوة سحيقة بين بعضهم البعض .مم يخلق نوع من الإستياء لدى الجانب الآخر فى إستكمال المسيرة التى ينهجها تارة ومابين الخروج عن نص هم يعتادونه فى تربيتهم أو تنشئتهم عليه. فقط كنوع من الإستهجان أو الإمتعاض عن الإرتضاء أو الرضوخ تحت مظلة فكرهم المتباعد والنائى عن مايدور فى عالمهم الخاص. وبنفس القياس تكون العلاقة ببن الأزواج بعضهم البعض فإذا فقدت العلاقة روح الفهم والإستيعاب لكل منهم الآخر حتما سيولد الجفاء والتناحر والتناقض وقد يبدأ فى إطار الإستقلالية بالفكر ثم القوقعة على النفس ثم فجوة تلو أخرى حتى يصيروا غرباء عن بعضهم البعض .
فإنك إن أردت أن تحافظ على من تحب كإبن أو بنت أو زوج أو زوجة أو أخ حاول أن تفهم وتستوعب ماهيته وكيانه وحاول أن تتعلم كيف تجاريه فيم يحب وفيما بهوى وفيما يتميز. حتما ستلتقى معه وبنجاح سوف توجز سنين من الفرقة والبعاد .وحتما ستجد لغة مشتركة حتى إن كنت تجهلها. تلك هي طبيعة وإطار فكره وأسلوبه الذى
ينهجه. فتعلمها وإن تطلب منك الكثير والكثير لأنك ستكسب أعز وأغلى ماتملك .إن الحب والتفاهم هم وجهان لعملة واحدة فى إطار التعامل الأسرى بكل مدلوله وبكل معاييره والتى تهدف أول ما تهدف إلى الإنطلاق فى الفضاء الرحب محلقين فرحين بالتعايش والمعايشة فى سلام و في أمان
وإن وجد الحب بلا تفاهم لا تصح معادلة الحياة ولا يمكن لها من نصيب التواجد سوى أنها تتواجد كحيز فى فراغ أجوف من عطاء. من مشاعر. من حياة ذات روح. وإن لم يتواجد التفاهم فى إطار العائلة الواحدة فإنها مهددة بالإنهيار والتفكك أو حتى إدراجها تحت إسم لا حياة. لأن الحياة الفعلية فى أن تشعر بنجاحاتك فى عيون من تحب وتشعر بالإنتماء والولاء حتى وأنت غير محق أو غير منصف .فما بالك إن كنت منصف أو محق .
إدعمو الحب بسلوك يخلده. وإنشرو الحب بين مفرادتكم وإنهجو الحب فى كل لقاء يجمع بينكم. وإجعلوه لغتكم ومنهاج ودستور تعامل ليس فقط بين الأسرة الواحدة بل للمجتمع والوطن والدين تملكون الحياة .وتملكون زمامها وساعتها وفقط ستشعورون بميلاد الحب الذى يدعم كل تصر فاتكم . ويقودها نحو الأفضل لك ولمن تحب.
وهناك معادله متوازنة وهامة ضمن قناعتى وهى
الإهتمام بالفرد والوعى بطبيعته والإدراك لما هو عليه هم أجمل ما تنتجه أى علاقة بشرية وهى أحد دعائم أى علاقه بشرية. أى أنها المدخلات والمخرجات للعلاقات البشرية معا .
فما أجمل أن تكون وسيلة ونتيجة فى آن واحد
رؤية وقلم ايمن غنيم
تعليقات
إرسال تعليق