رؤي فلسفية فى التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء العاشر( الكلمة الطيبة)
رؤي فلسفية فى التنمية البشرية
لأيمن غنيم
اللقاء العاشر( الكلمة الطيبة)
يقول مارك توين
«الكلمات الصحيحة هى القوة الفاعلة .وكلما وقعنا على آحدى تلك الكلمات الصحيحة جدا ...يصبح التأثير الناجم عنها بدنيا بالإضافة إلى كونه روحيا وسريعا وكأنه الكهرباء»
ويقول الدوس هكسلى
«تشكل الكلمات الخيط الذى تنتظم عليه تجاربنا وخبراتنا»
ويقول أيمن غنيم (مصر)
«إن الكلمات وماتحملها من معانى وماتحويه من رسائل كفيلة بصياغة حياتك بالصيغة التى تبغيها وفقا لما تترجمه كلماتك من واقع خبراتك وردود أفعالك تجاه مواقفك الحياتية .»
نعم فالسلوك كلمة .والزواج كلمة.والسعادة كلمة .والحزن كلمة .والحب كلمة.والصلاح كلمة .والطلاح كلمة .والإيمان كلمة .والكفر كلمة.
قد قالها صلى الله عليه وسلم .ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم . صدقت حبيبى يا رسول الله .
نعم إن الكلمه هى مطية النار او مطية الجنة. والدافع المحرك لسعادتنا أو المنفر لحياتنا .
فلتكن كلماتنا هى مبعث هممنا ومنشط ذاكرتنا نحو التألق نحو الأفضل .ولتكن هى الباعث وراء تحقيق أحلامنا .
فكم هى حروف .
لكنها أكثر تأثيرا من دعامة الألوف.
وكم هى صوت خافت لايعدو سماع غيرك إلا أنها قادرة أن تجوب كل المعانى التى لايشعرها غيرك .
فكن رحيما بنفسك أولا .وتلاطف معها بين ملامة وتأييد بين حث وتأكيد. بين قدامة وتجديد .عساك تتحول من حزين شقى إلى فرحان سعيد.
وأرفق بغيرك ودعمه وبادر بحب ولا تعنفه. وأرصد بكلمات نواحى النور وإستنير بها فى آفاق واسعة المدى .
وإدعم خصال الفضائل وعززها وناديها بطعوم كلمات تلهب العزيمة وتدعم الفضيلة .تكن هداية للرقى والإرتقاء.
ولا تلهب الغصب ولا تفتش عن الضيق والملل بقتلك روح المغامرة وتفتييت نجاحات حتى لو كانت بسيطة .
وإربأ بنفسك عن أن تكون عقبه لغيرك .بل حفز وناضل وقاتل فيه نبله .وأدعم الخير تجده.
هكذا يجب أن تكون كلماتك .ويجب أن تدوى بكل المعانى النبيلة كل أنظمة الحياة الجميلة.
وليكن قاموسك
يحوي ويذخر بالحب بالعطف بالتسامح بالأمانى بالتعازى بالشفقه والحنان .
وأجعل لسانك رطبا رقيقا لا يحمل إلا ماهو طيب ولا يحمل بذاءة ولا تشرزما ولا تملقا ولا خيبة رجاء .
وإجعل كلماتك تجوب الآهات فتهدهدها .
وتجوب الأحزان وتقتلها .
وتجوب مرارة الأيام وتحليها.
وتجوب إنهزامية البشر فتقويها .
وتجوب نيران الغيرة فتطفيها .
وتجوب أحلام الناس وتؤاخيها .
وتجوب سرطانات الطمع فتشفيها.
وتجوب واقعها المرير فتخففها.
وتجوب زحام الحياة ومعتركها فتحمميها
.وتجوب الآثام والجرم فى ذات البشر وتمحيها.
نعم أنت بكلمتك تملك السحر .
الذى يغير مايدور فى عالمك الخاص.ومايدور فى فكرك ومايعبث بهواك .
فقط برجاء من الله ودعاء صافى يارب أعنى .ولتردد بين جنباتك أنه القادر أنه الواهب أنه المنعم أنه الجبار أنه الرحيم .
ولنهتف مستغفرين ومقبلين على الله
.فهذى ليست إلا كلمات .
فإنك أن أصهرت بوتقه حياتك وتفكيرك وأهديتها كلماتها الطيبه .ستكون أنت كالشجرة الطيبة .
التى تثمر وتثمر وتثمر ولا تحبس بثمارها على نفسها .وإنما هى حياة .
هكذا تكون الكلمه من منظور ديننا.
إذ أنها ثابته بجذورها .لما لها من إيقاع ثابت فى حياة الأفراد وفى حياة الناس .فقلوها كلمه طيبة
ولا تكونو أصحاب الخبائث بخبث كلماتكم .
فهى ليست لها قرار لأنها قائمة بدون جذور فسهل عليه أن تجتث .
وتكون واهنة ضعيفة مبتذلة لأن إيقاعها دنيوى مبتذل .
ولأن مرادها بشرى مختزل .
ولأنها مورست جورا وفرضت ظلما على العباد .
فكان لها أن تجتث .ليعم الخير والنماء على بلادنا وحياتنا وآخرتنا.
فنعيمك وعذابك بين فكيك فإحفظ لسانك ليس فى الدنيا فحسب بل فى الآخرة .
هكذا تكون الكلمات .فإدعمها وعش بها وتحصن بها ومنها حتى الممات .من هنا تأتى سعادتك .من هنا ينتهى شقاؤك فقط مع إيقاع الكلمات.
فكن شاعر يغزل ضفيرة شعره بحسنها.
وكن إنسانا بارعا فى تدعيم رسالتها للخير .
وكن متسامحا مرددا بكلمات العفو والصفح عندما يظلمك الناس.
وكن رقيق القلب خلوقا حسن الطليعة ذو البشاشه والبسمة والرضا حتى فى أوج أحزانك.
كن أنت مغوارا طموحا فارسا بكلماتك .
فى عهدك مع نفسك ومع الناس.
كن طريح كلمات الظلم وفراشه .
ولاتكن حاملا لسيف الظالم وإجتياحه.
وكن كما كان محمد حبيبنا فى فتح مكه عفا وأصفح عندما إستجار به الناس رغم ظلمهم وجورهم وغلظة قلوبهم لكنه كان كريما وكان رحيما .وقالها إذهبو فأنتم الطلقاء .
فلتجعل هذه كلماتك مع كل من ظلمك وجار على حقك .لأنه من السهل أن تنتقم وتأخذ بناصيتك
.لكن الأصعب أن تكون هداية بكلمتك وسلوك لغيرك.
فاحمل بكلماتك النبيله طوق نجاتك وهداية غيرك ذلك هو المحك فإلزم
رؤية أيمن غنيم
تعليقات
إرسال تعليق