رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء التاسع عشر( الهروب إلي الذات )

رؤي فلسفية في التنمية البشرية 
لأيمن غنيم 
اللقاء التاسع عشر( الهروب إلي الذات ) 

في داخل ضمير كل منا إنسان يدعم سبل الخير ويزكي منهاج الحق وإن كان لا يتبعه. وفي داخل ضمير كل منا ضوابط تحدد إتجاهاتنا وتقود مسرى حياتنا إلى طريق النور ودروب الخير . وإن  أعوجت سبلنا . وفي داخل ضمير كل منا ناقوس يدق أجراس الخطر عندما ننهج خطي البؤس والشقاء أو إذا ما كان الإعوجاج يهدد طرقنا نحو الأصوب  وفي داخل ضمير كل منا فضائل تهذبنا وتعود بنا إلى رحب الإيمان وفضاء الحياة المثلى . 
نعم فالإنسان الذي بداخلنا هو ذاك الطفل البرئ الذي فطر على الخير . وإنتهج النقاء وأفتعل الطهر وعاش الروحانيات .
 لكننا  تلوثنا بواقع المجتمعات المحيطة والتي لوثت الطهر فينا. وعبثت بدواخلنا فصارت خاوية من تلك المثاليات التي عهدناها . وأصبحنا نقلد ونحاكي الغير دون أدنى تحسب لسلوك أو بعد عن مرمى الخير والانعزالية في بوتقة هي ليست منا ولا فينا . وإنما هي بعيدة كل البعد عن هويتنا وقوميتنا وعروبتنا .وأصبحنا نسخ ممسوخة خاملة لغيرنا . واستباح الشيطان ما إستباح وظللنا عاكفين على وتيرة الضياع والبعد عن ذاتنا . 
فمتى نعود إلى أنفسنا؟؟؟؟؟؟   
وهناك سندرك كم كنا آثمين وكم كنا مقصرين . فعودا إلى أنفسكم وفقط ومنها ستعرف من أنت ولكونك أنت فأنت خليفة الله في أرضه وكفاك أن تكون.

إن الانسان إذا ما واجه نفسه بحقيقة مايريد أو يهوى أو مايحب .فإنه قد  حدد المكان الذى سيهاجر إليه وهو الهروب إلى الذات. وساعتها يكون سعيدا بها وبكل مايتلمسه من صدق مشاعر وهدوء متناغم مع طبيعته التى فطر عليها. والرضا والقناعة بما يحقق أو بما يسعى لتحقيقه وتمر حياته تباعا من نجاحات إلى نجاحات تلو الأخرى. صائبة كل أهدافه وتدعم كل مايرتضيه. وتصبح حياته مقطوعة موسيقية متناغمة.
وتعلو مطالبه ويعلو سمو شأنه لأنه وجد ضالته وتعرف بصدق على هويته الشخصية وأمعن الهجرة إليها وأستقر فى ذاته وأصبح سيدها. ولجم فيها الرعونة والتمرد أو الشر القابع فيها .
وتصبح الهجرة بمثابة إنتصار على التخبط والخروج من واديها الضيق السحيق  والملغم بشهواته أو هواه الذى يهدد نقائه ويهدد أمنه الذاتى 
وإذا ماوجد من يعطيه تلك المعانى. فقد حدد رفيقه فى هجرته وإعتبر الهجرة هى هجرة ماضيه ووحدته وشقائه وكانت الهجرة هى مكانه الذى يرتضيه.  واذ لم يحد هوية مطلبه وأيقونات حياته الدائمه كأساس يرتضيه ويسعده تكون الهجرة من نفسه لا إلى نفسه وتصبح هى فى ذاتها هروب من واقع يرفضه. ويصبح عابسا قنوطا متجهما. وبعبثية يبحث عن من ينقذه.  وتكون أيضا الهجرة هى الحل لكن هجرة من ذاته لا إلي  ذاته .
فدعونا جميعا نهرب إلى ذاتنا لا من ذاتنا تلك هى الهويه .التى تبعث فينا التجديد والإرتقاء بمطالبنا نحو الأفضل 
رؤية وقلم. أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد