رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاءالسابع عشر( أنت في نفسك دولة )

رؤي فلسفية في التنمية البشرية 
لأيمن غنيم 
اللقاءالسابع عشر( أنت في نفسك دولة ) 

إذا ما أردنا الحياة الراقية  لابد وأن نعيش وفق نسك وطقوس تضمن لنا الحق في التعايش مع الآخر في سلام وأمان ولأن  ندرك ونتدارك معايير النجاة لا بد وأن نثور أول مانثور  على دوله الظلم فى ذاوتنا أجمع عندما نصمت أذاننا عن الحق. وعندما نتفوه بالعيب بلا خجل. وعندما نعلى الظالم ونسقط من حساباتنا قوانين العدالة ونستهين بحرمات الآخرين. وعبثا نجور ونظلم ونعبث بقيمنا ومبادئنا حتى نصبح قلاعا بلا أسوار ودولة بلا دستور وأمة بلا وعى .تجهل قيمة تاريخها وتموت بداخلها تلك الأحاسيس الراقية ويموت معها الإنسان. 
نعم إن كل إنسان فى ذاته دولة ولها مالها وعليها ماعليها .
وإن سلوك الإنسان ونهجه هم سفراءه ورسله إلى كل دوليات  البشر وما بداخلهم من مشاعر  كامنو تسعد أو تفسد واقع حياته معهم
 ووزراؤه هم إطلالاته وحسن تعابيره والإعلان الأمثل فى تبنيه تلك المعايير والنسك والشعارات التى تدعم تلك السياسة الحكيمة والحنكة فى التصرف حيال بعض القضايا والمشكلات التى تعترض طريقه وتكبل منهجه السوى الذى يؤمن به.
نعم فان وزير الداخليه بداخله
هو من يكبح جماح نفسه ويقحمها  ويسجن شهواته ويضرب وبعنف من يشعل فتيله الفتنة بداخله ويسجن شيطانه وينفيه بعيدا عن روحانياته التى يخلو بها مع نفسه .ويقمع بداخله هوى النفس وشططها .
تلك هى الهيمنة والسطوة وقهر الذات وفقا لإيقاع راقى يدعم رقى وتهذيب النفس من آثامها وإنخراطها فى إطار الدين وإصباغها بالصبغة الإيمانية والتى تتسم بالرقى والإرتقاء نحو الأفضل دائما 
فعزز نفسك بمراقبة نفسك ومحاسبتها تكن أنت مهيمنها لا من عبيدها وتكن أنت القائد لا من يقاد تلك هى القوة.

ووزير العدل فى داخله
 هو ضميره وهذه هى أيقونه الحكم ودستوره الذى من خلاله يبيح أو يجرم أى نهج ينتهجه. وهو بمثابة نقطة الإتزان فى شخصيته والتى ترتكز عليها كل ماينشده أو يدعمه فى تقييم جميع مراحل نموه ..وهى أيضا نتاج تربية حكيمة أو تربية زميمة أودعت فيه الحب أو قلعته من جذوره فأصبح هائم وغارق فى شهواته وذلك لغياب المراقبة الأسرية فيما سبق من عهود لديه. وغياب المراقبة الذاتية. لأنه عزل بلا ضمير ومفلس بلا قيم أو مبادئ يرتكز عليها فى ضبط وتهذيب شهواته. واذا صلح الضمير صلحت وزارة عدله الذاتى وعدله فى تعامله مع الآخر 

ووزير إستثماره هو
تجارته مع الله وإستثمار كل فعلة وكل لفظة فى قرب أكبر وأكثر من الله.  وأيضا إستثمار تلك النسك والطقوس الدينية فى إعلاء ذاته البشرية. وهجرة الخسائر التى يمكن أن تنجم عن ذنوب حمقاء جريا وراء نعيم زائل. أو عدم الإكتراث بزخم النعم التى يعيشها من مال أو صحه أو فراغ ويحاول قتلهم فى فوضى عارمة يبارز فيها وبها ربه بالمعاصى.
ويقتل فى نفسه تلك المعانى الراقية ومدى إحساسه بقيمة وقته وماله وصحته. و رويدا رويدا يصبح بلا مال وبلا صحة ويشكو زحام وأعباء حياته ودون وعى بما يفعل أو يقول
فأحسن وإستثمر تجارتك مع الله .تكن ذو فائض ولا تشكو عوزا ولا فقرا قط.

ووزير الأوقاف 
هى أمواله وممتلكاته التى وهبها فى تدعيم خير وأراد بها حياة لمن ليس لهم حياة .وقد أقر فى ذاته أن كل مايملكه أو يمتلكه من وقف أو ثروة هو فقط ملك لله وهو مجرد أمين عليه وقد وكل فى التصرف فيه لكن بحسن خلق ورقى إحساس بالمحتاجين والفقراء.

ووزير الدفاع فى داخله
هو القرآن الذى يحميه والتشريع والسنة هم داعميه ومؤيديه فى أن يكون فى منأى عن أى عدوان خارجى كان أم داخلى. فالعدوان الخارجى قد يتمثل فى الفتنة التى تحيطه وتباغته حينا فى شهوة مال أو طمع أو غريزة تجابه تماسكه فيكون الرد بدفاعه مما يحمل من أسلحه ايمانية تقوييه من المواجهة . ويتمثل عدوانه الداخلى فى ضعفه البشرى القاتل إذا ما هاود نفسه وإنطلق فى مسراها فتكون النهاية لأنه تخلى عن وزارة دفاعه.
 
ووزير الطاقه فى ذاته
هو المسؤؤل عن حجم ورصيد شحنته من الإيمان ومدى إلمامه بعلوم دينه. ومدى إدراكه لمذهبه وقناعاته الإيمانية الحقة 

ومستشاريه هم أصدقاؤه وأخلاؤه.   فيقودونه إلى النجاة وطريق الصلاح أو يكونوا هم أساس الطلاح وهم مرمى الهزيمة أو النصر .فإما إنهزامية نكراء أو إنطلاقة إيمانية عصماء نحو الأفضل .    فأحسن مستشاريك 

هكذا أنت فى نفسك أمة بأسرها.  ودولة بكامل عددها فأغلظ على جوارحك غلظة المؤمن الذى يهذب نفسه بنفسه وعن نفسه ينأى ويبعد ويتحاشى أن يقع فريسة فى براثن شهواته ويدعمها ويوجهها للخير الدائم.  كى يكون هو المظفر وقائد ثورته على ذاته. ويعلن هيمنته وسيطرته على زمامها  . هكذا تبقى فى نفسك دولة قوية دولة إيمانية تدعو للخير. وتطلب النماء. وتسعد وتسعد جوارحك وهمساتك الروحانية بشئ من القبس الإلهى المفعم بالنور الذى يحيطك ويملأ كل إتجاهاتك ومحيطك حتى تكن عبدا ربانيا. 
 وساعتها وفقط تقود عالمك وتفخر وتسعد بدولتك ألا وهى نفسك.
رؤية وقلم أيمن غنيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد