استئسادُ النساءِ ... بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي
استئسادُ النساءِ ...
بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي
من الظواهرِ الغريبةِ التي استشرت في مجتمعاتنا كالداءِ العضال " تسلطُ النساءِ على الرجالِ " ، أو إن صحَّ التعبيرُ " استئسادُ النساءِ " هذه الظاهرة التي أتت على بنيان الاستقرارِ الأسري من القواعدِ ، وأفقدت الحياةَ الزوجية لذتها حتى آل الأمرُ إلى أن غدا الزوجان وكأنهما في معركةٍ حربيةٍ انتهت بانكسارِ المرأة - لا أقولُ انتصارها - ؛ لأنها خسرت فيها أغلى ما تملكه المرأةُ ، وهو أنوثتها ، وهزيمةِ الرجلِ ، وفقدان قوامته عليها ورجولته ، فأصبحت المرأةُ هي الآمرُ الناهي ، ولا يستطيعُ الرجلُ أن يقطعَ أمراً بدونها ، الأمرُ الذي ترتّب عليه سقوطه من أعين أبنائه في الداخل ، وسقوطه من أعينِ المجتمعِ في الخارجِ ، وفي هذا المقالُ محاولةٌ لتلمّسِ أسبابِ هذه الظاهرة ، والكشفُ عن الآثارِ الناجمةِ عنها ، فأقولُ وبالله التوفيق : ثمة أسبابٌ تقفُ وراء انتشارِ هذه الظاهرةِ ، وشيوعها تتمثلُ فيما يلي :
1- ضعفُ شخصيةِ الرجلِ ، وقوةُ شخصيةِ المرأة ، فتجد أن بعضَ الرجالِ قد استنعجوا ، وبعضَ النساء قد استأسدن ، ليصدق عليهم قولُ القائلِ : قيل : إن القوم قد استأسدوا ، فقال : لو لم يجدوا نعاجاً ما فعلوا .
2- عجزُ الرجل ، وذلك قد يكونُ طارئاً كعجزه مادياً عن الإنفاقِ ، فيفقدُ بذلك أسّاً من أسسِ القوامة ، أو جسدياً فلا يستطيعُ القيامَ بواجباته الزوجية تجاه زوجته ، الأمرُ الذي يجعلها تزدريه وتحتقره ، وتتولى منصبَ القيادةِ بدلاً عنه .
3- ضعفُ الوازعِ الديني لدى المرأة ، أو انعدامه ، الأمرُ الذي يفقدها حياءها ، وعندئذٍ لا تعرفُ له قدراً ، ولا تعطي له حقاً ، وتتسلّطُ عليه بلسانها فيوافقها مرغماً على ما تريد ، ويسلمُ لها زمامَ الأمورِ ، ومقاليدها .
4- ضعفُ مكانة الرجلِ الاجتماعيةِ في مقابلِ رفعةِ المرأة ، إذ قد يكون التكافؤُ الاجتماعي منعدماً بينهما ، فتنظرُ إليه باستعلاءِ ، وتشعره بدونيته ، ووقتئذٍ لا يملكُ إزاءها إلا أن يرفعَ الراية ، ويعلنُ استسلامه لها .
5- وجودُ الفارقِ التعليمي بينهما ، فقد تكونُ المرأة أعلى مؤهلاً من الرجلِ ، وأرقى فكراً ، فلا يقوى الرجلُ عندئذٍ على مجاراتها ، ويقفُ ذلك حائلاً بينهما ، ويتركُ لها الحبلَ على الغاربِ لا ثقةً فيها بل حياءً منها .
6- قلةُ عقلِ الرجلِ وسفهه ، وعدم قدرته على تدبيرِ الأمور وتسييرها ، فتتولى هي قيادةَ سفينةِ الأسرة ، وتوجيهَ دفتها إلى بر الأمان , وفي هذه الحالةِ تكون معذورةً لا تُلامُ ولا تُعاتبُ في هذا الشأنِ ، شريطةَ أن تحفظَ لزوجها ماءَ وجههِ أمامَ الناسِ .
هذه هي أهم الأسبابِ - من وجهةِ نظري المتواضعة - التي أدت إلى انتشارِ هذه الظاهرةِ التي تحملُ في طياتها معولَ هدمٍ للأسرةِ ، وتعكيرِ صفوها ، فيأيها الرجالُ كونوا رجالاً بكلِ ما تحمله هذه الكلمةُ من معانٍ ودلالاتٍ ، ولا تسمحوا بسحبِ البساطِ من تحتِ أرجلكم ، وإلا فأقيموا على رجولتكم مأتماً وعويلاً .
تعليقات
إرسال تعليق