بشروا و لا تنفروا ---------📰--------- للكاتبة:نجلاء فتحي

بشروا و لا تنفروا
------------------
للكاتبة:نجلاء فتحي

رسولنا الكريم كان يحب كلمة (أبشر) كثيرًا و كان يتفائل بها ،و قال في حديث عن صحيح مسلم:"بشروا و لا تنفروا يسروا و لا تعسروا".
و مما لفت إنتفاهي في تلك الأيام المتأزمة التي تمر بها البلاد ،التشاؤم الذي حل بالجميع الترهيب من الله ،و التحدث عن عذاب القبور و يوم القيامة فإلى أي مدى وصلنا؟؟
الله سبحانه و تعالى قال في كتابه العزيز"أنا عند حصن ظن عبدي بي" فأحسنوا الظن بالله يا أمة محمد ، فالشؤم ضد اليمن الذي هو البركة، ويقال رجل مشؤوم على قومه أي جر الشؤم عليهم، ورجل ميمون أي جر الخير والربكة واليمن على قومه ، فالمتشائم يهلك نفسه بنفسه فيهزل و يضعف حسرةً و ندمًا .
فرسولنا الكريم كان يحب أيضًا الفال الحسن فقال« لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفال قال : قيل : وما الفال ؟ قال : الكلمة الطيبة » و الطير عندهم بمعنى الحظ،و من القصص التي تعجبني جدًا لرسول الله بأن أحد الرجال أصيب بمرض شديد فذهب الحبيب لزيارته فوجد الرجل متشائمًا و يكرر :إنهاأيامي الأخيرة و سأموت فحاول النبي بث روح التفائل بداخله فالرجل لم يستجيب فقال له الحبيب: لك هذا ،و بالفعل بعدها توفي الرجل ، و قد كان ذلك بسبب تشاؤمه و عدم حسن ظنه بالله فقد قال الحبيب صلوات الله و سلامه عليه"تفائلوا بالخير .
فلابد من أن ننظر لإبتلائات الله بعين مختلفة، فما هي إلى تأديب من الله لعباده المؤمنين فالمولى إذا أحب عبد إبتلاه ، فما يروى عن الرسول صلى ،إن زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها كانت مريضة حمى ، و عندما سألها رسول الله عن حالها فدعت على ذلك المرض فنهاها رسول الله عن ذلك و نصحها بأن تعلم بأن الأمراض تأتي لتغفر الذنوب و تكفر عن الخطايا .
و لو تدبرنا القرآن في هذه الأيام لوجدنا العلاج لما نحن فيه فيقول المولى تعالى في سورة الشورى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }
فلابد أن نغتم هذه الأيام في التقرب من الله بالدعاء و الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية و العودة لكتاب الله ، فهو يبتلينا ليسمع ندائنا يريد أن يسمع يااارب وقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" و لابد أن نعلم جيدًا أن الأقدار تغير بالدعاء و الإستغفار.
و في أحد الإسرائيليات ذكر أن النبي موسى سأل الله (يا رب ماذا تقول لعبد راكع يدعوك؟ قال الله عز وجل:أقول لبيك عبدي. قال موسى: فماذا تقول لعبد ساجد يدعوك؟ قال الله: أقول لبيك عبدي. فقال موسى: يا رب فماذا تقول لعبد عاصٍ يدعوك؟ قال الله عز وجل:أقول له لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي. فقال موسى: تقول يا رب للعبد الراكع والساجد لبيك عبدي مرة واحدة وتقول للعاصي لبيك عبدي ثلاث. فقال الله عز وجل:علم عبدي أن له رب يغفر الذنوب، فالراكع والساجد يعتمد على عمله، أما العاصي فيعتمد على رحمتي) 
و في أحد الأحاديث القدسية ذكر"أن الله سبقت رحمته غضبه" 
فبعدما خبرتكم بكل هذا ماذا سوف تفعلون ؟؟؟؟؟





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد