للكاتبة :نجلاء فتحي مثلث الحب و مدرجاته
للكاتبة :نجلاء فتحي
مثلث الحب و مدرجاته
==============
و سألت يوما عن ماهية الحب و عن كينونته ؟؟ تلك العلاقة الوطيدة التي غيرت حتما مسرى حياتنا من بداية خلق آدم و حواء
و لم أكن أعلم أن ذاك السؤال سيكون محطة ايقافي
فأجبت بكل تلقائية هي ذلك الميثاق الذي ربط الزوجة بزوجها فكانت سببا لوجودنا و هو تلك العاطفة الغريزية بداخل الام تجاه وليدها و نجدها أيضا هدنة بقلب ذلك الجندي لحماية أرضه و هي توطيد لعلاقة صداقة خلقت بين طرفين مختلفين
لكن هل تلك الاجابة كانت كافية للحد الذي أسكت به فم السائل و ان كانت كافية فلم أفكر في البحث اكثر عن اجابة مرضية لذاك العقل البشري الذي لا يخضع ابدا بالنواقص و لا يميل لها
فالحب علاقة معقدة يسوقه الجنون و يدفعه الهوى فيهلك القلب و يرضيه بذلك الهلاك ، لا أعلم لما و لكن كيفما جاء و هل هو مثل الصغير يبدأ بالتقاء خليتين فتتكاملان أم ماذا ؟؟
ففي الحقيقة هو عبارة عن مراحل و متكاملات تبدا بمرحلة الالتقاء و تنتهي بمرحلة النضج فتكون البداية و أولها هي
القبول و الاعجاب
و هي مرحلة التقبل و الانجذاب فقد ينجذب احدهما بخصال الآخر او باحدهما مثل طريقة تفكيره حديثه ضحكته حتي و ان كانت ابتسامته و هي بمثابة القاعدة الأساسية التي تبني عليها جميع مراحل الحب فأسماء بنت ابي بكر أعجبت بجدية الزبير بن العوام و ايمانه و يأتي بعد هذه المرحلة ما يسمي
الهوى
فيما يعرف بالتعارف و الفضول يريد فيه الشخص معرفة المزيد عن الطرف الآخرالذي جذبه دونا عن غيره ،يتلهف لمحادثته و التحدث عنه يريد رؤيته البقاء معه اكثر يحب ما يحب و يكره ما يكره ينشق فيها طريق الاشتياق فيترك ألما صغيرا عند غياب الطرف الاخر .
الحب
أتحسس تلك الابتسامة الصغيرة التي ظهرت علي شفاهكم الأن و اتسمع ذلك الصدي الخارج من ذلك القلب الصغير المستتر بداخل صدوركم الذي يحمل الكثير من الاشتياق مع مزيد من الألم
نعم انه الحب ففي هذه المرحلة يزيد الاشتياق و يكثر الوجع يزداد الاعجاب بذلك الشخص فنجد فيه من الخصال التي تجذبنا الكثير، فيه يزداد الشغف و الجنون ، بداخل الحبيب هالة من المشاعر تريد أن ينشق ذلك الصدر و يضع حبيبه بداخله خوفا عليه من العالم الخارجي
مرحلة تفضيل فيه يفضل الشخص حبيبه علي نفسه شخصيا، لكن لحظة :
في تلك المرحلة يعمي الشخص كليا عن عيوب الآخر لذلك قيل قديما{الحب أعمي}لا يراها و لم تلفته و يدركها و ان تداركها يكون بامكانه أن يتراجع عن قراره و عن تقبله و تهدم تلك العلاقة ، لذلك نجد كثير من علاقات الحب لم تكتمل بعد و لم تستمرلأنها بنيت علي التخفي وراء المثالية اما خوفا من الفراق أو لعدم وضوح العلاقة من البداية و لكن ماذا ان استمرت تلك العلاقة بعد معرفة العيوب و النواقض؟؟
العشق
هي المرحلة الهائمية و الواقعية تأخذ المحب لعالم آخر ليس له قاعدة في عالمنا و تهبط به عند ظهور العيوب لمعالجة الموقف سريعا و تداركه و لكن سرعان ما يعود لعالمه المنعدم الجاذبية ليطوف به مع حبيبه ان اتيحت له الفرصة
يتحسس قلب الآخر فيشعر مثلما يشعر مثلما نجده في قصة النبي يوسف حينما أمرت إمرأة العزيز بتعذيبه فكذب عليها الجلاد بشأن ذلك فعلمت بفعلته، لأنها لم تشعر بأدنى ألم بقلبها.
تعليقات
إرسال تعليق