أشخاص بلاهوية بقلم الكاتب جمال القاضي ( بدون فصحى )

اشخاص بلاهوية
بقلمي جمال القاضي
( بدون فصحى )

امراض نفسية كتير بيتعرض لها ناس كتير مابين البسيط والخطير، واليوم مع احد هذه الأمراض الخطيرة نتحدث وهو مرض فقدان الثقة بالنفس او ( شخصية بلاهوية )

كل واحد فينا له شخصية محددة المعالم والملامح امام الغير وامام نفسه، الشخصية ال رسمها الشخص لنفسه هي نتاج وخليط ممزوج من احكام صادرة عن رؤيته لنفسه ورأي الناس فيه، لكن مش رأي الناس المقصود بيه رأي شخص واحد، هو جملة آراء تجتمع في صورة رأي واحد ومنه تعرف شخصيتك شكلها ايه

الرأي ال بتعكسه عن نفسك هو رأي صادر عن أحكام بتحكمها على نفسك من خلال نجاحك او فشلك في مواقف حياتك، الحكم دايما مش حكم صادر عن الفشل في موقف واحد او النجاح في موقف واحد، لكن حكم ناتج عن فشل او نجاح في مجموعة مواقف متكررة، اما احكام الموقف الواحد مهما اختلفت النتيجة للموقف فهي نواة منها الشخص بيستمد القوة ليكمل او يتوقف .

الفشل المستمر في المواقف بيعطي الشخص نوع من الانعكاس السيء عن نفسه، بيعطيه صورة مجسدة عن عدم قدرته على النجاح في اي شيء، وبالتالي بيبدأ يحس بنوع من عدم الثقة في النفس، ومع تكرار الفشل يتفاقم الشعور بالاحباط جواه، ويبدأ يدخل مع نفسه في مقارنات مابينه وبين غيره ويشوف نجاح الشخص وصل فين ونجاحه اصبح ايه وال شايفه في نظره ولاشيء بالمقارنه، ساعتها اسئله كتير بدور جواه، زي هو انا مين ؟ هو انا ليه كده ؟ ليه انا مش زي الناس دي ؟ ليه هم ناجحين وانا بس ال فاشل ؟ ليه الحظ السئ دايما بيكون في طريقي ؟ طيب هو انا ربنا كتب عليا لوحدي الفشل ليه ؟ انا مليش شخصية ليه ؟ طيب اعمل ايه وانا دايما بحاول وبرضه بالنهاية الاقي الفشل مني ؟ هو انا كده خلاص مليش اي شخصيه واضحه ؟ هي دي نهايتي خلاص ؟ وغيرها وغيرها اسئلة كتير

طيب الشخصية ال بالشكل دي اتعامل معاها ازاي ؟ وازاي الشخص نفسه يتعامل مع الملامح ال مش معروفه اصلا عن نفسه ؟

بداية الشخص ال من النوع ده لو مفيش اي شخص حس بيه واخد بايده مصيره الضياع، ممكن باهمالنا له نخلق في المجتمع شخصية مجرمة، ازاي ده ؟ لما الشخص خلاص رسم جواه صورة كاملة على انه فاشل هو كده عرف نهايته، فبيدأ يسلم نفسه اما للمخدرات وتناولها او الاتجار مع من يروج لها، او يسلم نفسه لعصايات مجرمة او حد تاني يستغله في اجرام، او انه يشوف الطريق للخلاص من صورته المشوشة تماما هو الانتحار والإرتياح من تعدد الشخصيات ال في صورة اسئلة عن انا مين فيهم .

لكن العلاج بيبدأ في انك تاخد بايده وتحطها على الجرح ال مش عارف مكانه، لأنه يشبه شخص حاسس بوجع جسمه كله ومش عارف في اي عضو مكان الوجع، الشخص ال معاه في العلاج بيبدأ من نقطة الصفر عن طريق اعادة الثقة والمدح في مميزات ممكن يشوفها عليه ويقوله انت تقدر بس تعالى نجرب، ويبدأ يدعمه يوسائل نجاح جديده بس يكون المعالج عارف انها هتكون بنتيجة مرضيه وناجحه له ومن خلالها تكون النواة الأولى للنجاح، ومع كل نجاح فيه قوة داخلية عند الشخص المريض بانه يقدر يكمل مع موقف تاني وفي نفس الوقت هيكون اتغلب على قهر شخصية من الشخصيات الكتير الضعيفه جواه .

كمان النوع ده من الأشخاص محتاج انه يشغل وقت فراغه وعدم الجلوس بمفرده لوقت طويل، محتاج كمان لممارسة الرياضة الجسدية والعقلية لوقت طويل، محتاج كمان اننا نساعده باحترام رأيه حتى لو كان غلط، لكن نفهمه ايه الغلط ال بوجهة نظرة ورأيه مابينا وبينه ونعرفه الصح وال يكون شكله ايه، محتاج مننا نزج بيه في مواقف معلومة النتائج الناجحه دايما، وماننساش ان نجاحه في المواقف هو اضافة جيدة لشخصيته

وفي النهاية ومع تكرار النجاح بيكون معاه اعادة رسم هيكل جديد للشخصيته، وال بينعكس مفهومها جواه عن نفسه وبالتالي يضع لها ملامح مفهومه، ومننساش ان علاج النوع ده من الامراض النفسية محتاج وقت وصبر اطول .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدى و العيون بقلم الشاعر هادي صابر عبيد

حرب السادس من أكتوبر: انتصار الإرادة والكرامة العربية بقلم/مرڤت رجب

الوحدة المنتجة المدرسية تنير سماء الشروق كتب عاطف محمد