ربا الجاهلية موضوع بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن ربا الجاهلية موضوع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 23 يناير 2024
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية في كتب الفقه الإسلامي في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله" في هذه الجملة إبطال أفعال الجاهلية وبيوعها، وفي ذلك إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أهمية قطع المسلم علاقته بالجاهلية، أوثانها، وعاداتها، ورباها، وغير ذلك ولذا قال "ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية، تحت قدمي موضوع" وقال الإمام النووي.
" في هذه الجملة إبطال أفعال الجاهلية وبيوعها التي لم يتصل بها قبض وأن الإمام وغيره ممن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ينبغي أن يبدأ بنفسه وأهله فهو أقرب إلى قبول قوله، وإلى طيب نفس من قرب عهده بالإسلام، وأما قوله صلى الله عليه وسلم "تحت قدمي" فإشارة إلى إبطاله" وقوله صلى الله عليه وسلم "وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله" فهذه الوصية تتضمن التمسك بالكتاب والسّنة، لأن الأمر بالاعتصام والتمسك بالكتاب يلزم منه الأمر بالاعتصام والتمسك بالسّنة، وسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن السنة لأن القرآن الكريم أمر باتباع السنة، وفي رواية لابن عباس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم "وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا أمرا بيّنا، كتاب الله وسنّة نبيه"
وقد ضل البعض حين قال بالاكتفاء بالقرآن دون السّنة، إذ الاكتفاء بالقرآن إلغاء للقرآن الذي يزعمون تمسكهم به، لأن الله تعالى أمر في القرآن الكريم بالأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الآيات، من ذلك قول الله تعالى " وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقال ابن كثير " أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر" وقال الإمام السعدي "وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول صلى الله عليه وسلم على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله صلى الله عليه وسلم"
واعلموا يرحمكم الله أن هؤلاء الصحابة الأوائل الذين قبعوا في الصحراء فقراء ضعفاء، أصبحوا قادة ماهرين، فأخذوا على أيدي أكبر دول العالم فارس والروم، وفتحوا بلادهما، وهذبوا شعوبهما، إصلاح عجيب، وتقويم غريب، مدهش في سرعته، مذهل في قوته، يحقق سعادة الروح، ومطالب الجسد، لم يعهد التاريخ انقلابا سريعا كهذا في كماله وشموله، وامتداده واتساعه في الاعتقادات، والعادات، والأخلاق، وشؤون الاجتماع العام، في أيّة أمّة من أمم الأرض، وعن يد أي مصلح من المصلحين، أو رسول من الرسل قبل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولن يكون أبدا، فاللهم أصلح شبابنا وشباب المسلمين وأحفظهم من الفتن، واللهم وأرزقهم التوفيق والنجاح والصلاح في الدنيا والآخرة، واللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين.
تعليقات
إرسال تعليق